"إدلب تحتضن عشرات آلاف المتطرفين وواشنطن تسعى لتجنيب تعرض "النصرة" للضربة هناك"
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن "موسكو لا تملك خططا سرية حول سوريا"، مضيفاً أن "أهداف روسيا في الساحة السورية تتطابق مع تلك التي تتبعها تركيا وإيران ولكن ليس بشكل تام".
وقال لافروف، في مقابلة مع القناة الأولى للتلفزيون الروسي نشرت مقتطفات منها انه "لا خطط سرية لدينا في سوريا، ومن الضروري أن يقرر السوريون بأنفسهم مصير بلادهم".
وتابع لافروف "أهدافنا النهائية في سوريا لا تتطابق بصورة تامة في جميع المجالات مع تلك التي تتبعها إيران وتركيا، شريكانا في إطار عملية (أستانا)، لكننا نريد جميعا إنهاء هذه الحرب وخلق ظروف ملائمة لكي يتمكن السوريون من تقرير مصيرهم بأنفسهم ودون أي تدخل من الخارج ومحاولات فرض حلول لتحديد نظام دولتهم".
وسبق أن أكدّ لافروف في آب الماضي، موقف بلاده الرافض لاستخدام سوريا كحجر شطرنج في لعبة دولية بأهداف جيوسياسية أحادية، داعياً إلى توحيد جهود كافة الدول الساعية إلى إيجاد حل للأزمة السورية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254 .
و حول التدخل الروسي في سوريا، اعتبر لافروف أن دمشق كان من الممكن أن تصبح عاصمة لـ"دولة الخلافة"، التي سعى إلى إنشائها تنظيم "داعش" ، لولا التدخل العسكري الروسي في المواجهة العسكرية على الأرض السورية.
وأوضح لافروف "عندما جئنا لمساعدة الرئيس السوري، بشار الأسد، في أيلول 2015، كان (داعش) واقفا على أبواب دمشق تقريبا، وحكومة الأسد كانت على وشك الانهيار".
وتابع لافروف "لا أحد من بين هؤلاء الذين تتعالى اليوم أصواتهم حول موضوع إنقاذ حياة الناس واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها من حرك ساكنا لمنع سيطرة الإرهابيين على دمشق، التي كانت ستصبح، حال حصول ذلك، عاصمة للخلافة، وهذا هو بالضبط ما كان يهدف إليه ما سمي بالدولة الإسلامية في العراق والشام".
وتقود روسيا عملية عسكرية في سوريا منذ 2015 وتنفذ ضربات جوية ضد مواقع تنظيمات إرهابية، ما ساهم في تغيير موازين القوى على الأرض لصالح الجيش النظامي.
وفيما يتعلق بإدلب، شدد وزير الخارجية الروسي على أن "منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب هي الوحيدة الآن التي يتمركز فيها عشرات آلاف المتطرفين بقيادة تنظيم (جبهة النصرة)".
واعتبر لافروف أن التصرفات الأمريكية بخصوص الوضع في هذه المحافظة تشير إلى أن الولايات المتحدة ترغب في تجنيب تعرض "جبهة النصرة" للضربة هناك.
وتعتبر "هيئة تحرير الشام" من أقوى الفصائل التي تتواجد في ادلب والأكثر نفوذا فيها فيما تتوزع مناطق النفوذ فصائل أخرى اضعف عسكريا منها .
وقال لافروف، في تعليق منه على التحذيرات الأمريكية من أن أي هجوم واسع على المحافظة قد يسفر عن وقوع كارثة إنسانية هناك، إن "التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، لم ينشئ أي ممرات إنسانية خلال عملياته في أي من الرقة السورية أو الموصل العراقية ضد مسلحي تنظيم داعش".
ودعا الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة دونالد ترامب، إلى "عدم تكرار أخطاء سلفه، باراك أوباما، الذي تعهد فريقه رسميا بالفصل بين عناصر المعارضة السورية المعتدلة و"جبهة النصرة" لكن لم يفعل شيئا من أجل ذلك".
ووجه ترامب، الثلاثاء ، تحذيرا للرئيس بشار الأسد وروسيا وايران من شن عملية عسكرية "متهورة" في ادلب،فيما وصف الكرملين تلك التحذيرات بانها "نهج ناقص" و "غير شامل".
وتمت الإشارة في أكثر من مناسبة من قبل دول غربية إلى إمكانية استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي في إطار هجماتها المزمع تنفيذها على ادلب وان مثل هذا التصرف سيواجه برد عسكري وتوجيه ضربات جوية إلى مواقع للنظام ، فيما ينفي النظام امتلاكه للأسلحة الكيماوية أو استخدامها أو أي نية لاستخدامها في المستقبل.