أعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا، يوم الأربعاء، عن "تهدئة" لمدة 48 ساعة في داريا بريف دمشق بدءاً من اليوم، وذلك بمبادرة من روسيا وبالتنسيق مع السلطات السورية والأمريكية.
وقال رئيس مركز المصالحة في حميميم سيرغي كورالينكو للصحفيين إنه "بمبادرة من روسيا وبالتنسيق مع قيادة سوريا والجانب الأمريكي، تم فرض نظام التهدئة في بلدة داريا بريف دمشق، منذ الأول من حزيران، ولمدة 48 ساعة، من أجل تأمين إيصال المساعدات الإنسانية إلى المواطنين".
وكانت روسيا دعت في 24 أيار الماضي، إلى تطبيق "نظام تهدئة" في غوطة دمشق الشرقية وداريا، لمدة 72 ساعة، دون إعلان بتلبية الدعوة فيما بعد.
كما كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قالت في 13 أيار، إن قافلة المساعدات الأولى منذ أربع سنوات، والتي كانت متجهة لمدينة داريا (12 ايار) عادت أدراجها بعد الوصول إلى آخر نقطة تفتيش لقوات النظامي، رغم الحصول على موافقة مسبقة، عقب ذلك تعرض المدينة للقصف ومحاولات النظامي اقتحامها، استنادا لمصادر معارضة.
وقام وفد أممي، في 16 نيسان الماضي, بزيارة إلى مدينة داريا المحاصرة بريف دمشق لأول مرة منذ نحو 4 سنوات، وذلك بهدف "معاينة الواقع الإنساني"، دون إدخال أية مساعدات معهم، حيث اعتبرت الزيارة الأممية الأولى إلى داريا منذ شهر حزيران 2012 ، وفقا لمصادر معارضة، كما لم تدخل المدينة أية مساعدات إنسانية منذ بدء الحصار الذي تفرضه عليها قوات الجيش النظامي.
وتعاني مدينة داريا من تدهور في الأوضاع الإنسانية بسبب الحصار، وتم تسجيل العديد من حالات وفاة وإعياء وهزال خصوصا بين الأطفال والمسنين بسبب نقص الدواء والغذاء، ورغم دخول هدنة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي، إلا أن النظام لم يوقف هجماته ضد المدينة، إذ أنه يقول إن الهدنة لا تشمل داريا لأن "جبهة النصرة" متواجدة فيها.
وتعد مدينة داريا معقلا لفصائل مقاتلة، من بينها "جبهة النصرة" في الغوطة الغربية لدمشق، ويحاول الجيش النظامي منذ 4 سنوات فرض سيطرته عليها، خاصة أنها لا تبعد عن مدينة دمشق إلا مسافة 2 كيلومتر، من خلال القصف المتواصل وشن المعارك بمحيطها سعيا لاختراقها، وسط مقاومة شرسة من الفصائل المقاتلة.
يشار إلى ان موسكو وواشنطن توصلتا نهاية نيسان الماضي إلى اتفاق "تهدئة" شمل مناطق شمالي اللاذقية وضواحي دمشق, تم توسيعه لاحقاً ليشمل حلب.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه "الهدنة" الشاملة في سوريا , والتي دخلت حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي, بعد أن توصلت موسكو وواشنطن إلى الاتفاق بشأنها, تراجعا كبيرا", في ظل تصاعد وتيرة الأعمال العسكرية، حيث تتبادل الأطراف اتهامات بالمسؤولية عن وقوع خروقات مستمرة.
سيريانيوز