اعتبر رئيس مفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة انطونيو جوتيريس, يوم الاثنين, أن الذين يرفضون استضافة اللاجئين السوريين هم "أفضل حلفاء" لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و"المتطرفين" الآخرين, وذلك ردا على بعض حكام الولايات الأمريكية وزعماء أوروبيين رفضوا استقبال اللاجئين وخصوصا إذا كانوا مسلمين.
وأبلغ جوتيريس, مجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية, إنه "لا يمكن أن يلقى على اللاجئين باللوم في الإرهاب الذي يخاطرون بحياتهم للفرار منه.. لا يجب أن ننسى أنه -رغم الحديث الذي نسمعه هذه الأيام - فإن اللاجئين هم أول ضحايا لهذا الإرهاب وليسوا مصدره".
وحول اقتراح دونالد ترامب, الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية, لحظر دخول المسلمين الأجانب إلى الولايات المتحدة, انتقد جوتيريس هذا المقترح, قائلا في هجوم لاذع على ترامب وبعض حكام الولايات الأمريكية وزعماء أوروبيين "أولئك الذين يرفضون اللاجئين السوريين وخصوصا إذا كانوا مسلمين هم أفضل حلفاء للدعاية والتجنيد للجماعات المتطرفة."
ودعا ترامب -الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة التي ستجرى في تشرين الثاني 2016 - إلى فرض حظر على دخول المسلمين الأجانب إلى بلاده, كما أعلنت عدة ولايات أمريكية, مؤخرا, معارضتها استقبال لاجئين سوريين, في وقت أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع يقضي بتشديد الإجراءات الأمنية بحق اللاجئين السوريين قبل دخولهم إلى الأراضي الأمريكية, بعد هجمات تبناها داعش في باريس وكاليفورنا وحادثة إسقاط الطائرة الروسية في سيناء.
وزادت الهجمات والتهديدات التي أطلقها داعش الدعوات في الاتحاد الأوروبي لفرض مزيد من القيود على القادمين إلى دول الاتحاد, كما أثارت تحذيرات من سياسيين في أوروبا وأمريكا الشمالية من أن بلدانهم قد تواجه مخاطر كبيرة باستقبال لاجئين بدون إجراءات صارمة لتحديد ما إذا كان بينهم "متطرفون" خطيرون.
وتابع المفوض الاممي قائلا "نعم بالطبع هناك احتمال لأن يحاول إرهابيون التسلل من خلال تحركات اللاجئين, ولكن هذا الاحتمال قائم بالنسبة لجميع التجمعات - والتشدد الذي ينمو في الداخل هو التهديد الأكبر إلى حد بعيد كما بينت جميع الحوادث التي وقعت في الآونة الأخيرة."
وأضاف أن " مسحا أجرته الأمم المتحدة شمل 1200 سوري فروا إلى أوروبا وجد أن 86 بالمئة منهم حصلوا على تعليم ثانوي ونصفهم تقريبا التحق بالجامعة".
وكان الرئيس بشار الأسد قال مؤخرا, في مقابلة مع قناة تلفزيونية تشيكية, إن هناك إرهابيين تسللوا بين اللاجئين السوريين الذين يشقون طريقهم إلى أوروبا.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أعلنت, يوم الجمعة الماضي, ان عدد النازحين في العالم تجاوز 60 مليونا هذا العام, معظمهم سوريون فارون من الحرب, مشيرة الى ان الرقم الإجمالي كان 59.5 مليون في نهاية العام الماضي..
يشار إلى أن تدفق اللاجئين إلى أوربا خلال العام الجاري تسبب بأزمة لجوء "غير مسبوقة" دفعت دول عدة لاتخاذ إجراءات تهدف لمعالجة الأزمة وسط غياب التوافق الأوربي على رؤية موحدة للحل.
سيريانيوز