وجه رئيس "الهيئة العليا للمفاوضات" رياض حجاب, يوم الاثنين, رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, يحذير فيها من عمليات "التهجير والتغيير الديمغرافي" التي يقوم بها النظام, مستخدماً الأمم المتحدة "كغطاء" لتلك العمليات.
وطالب حجاب, في هذه الرسالة, التي نشرها موقع "الائتلاف الوطني" المعارض بـ "التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن، وإجبار النظام وحلفائه على الانصياع للإرادة الدولية"، مشيراً إلى أن "معاناة الشعب السوري تزداد يوماً بعد يوم، لتصبح أكبر مأساة يشهدها العالم المتحضر وهو يقف مكتوف اليدين، دون أن يحرك ساكناً لوضع حد لهذه المأساة، والتي هي بلا شك وصمة عار على جبين المجتمع الدولي".
وأشار حجاب إلى أنّ حلب "تشكل حلقة واحدة من حلقات المأساة السورية", و تطور الأحداث فيها أخذ منحى خطيراً يتم من خلاله تغيير ديمغرافي وتهجير قسري"".
وتتصاعد العمليات العسكرية والقصف في عدة مناطق لاسيما حلب وادلب وحمص وريف دمشق, حيث يتبادل كل من النظام والمعارضة الاتهامات حول وقوع خروقات للهدنة, والتي دخلت حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي, كما توجه اطراف دولية والمعارضة اتهامات لموسكو بشن غارات على مناطق خاصة حلب واستخدام اسلحة محرمة دوليا, الامر الذي تنفيه الأخيرة.
وذكّر حجاب بقرارات الأمم المتحدة بشأن الوضع في سوريا ، "التي لا يتم تنفيذها، بل التلاعب بها لخدمة أجندات مشبوهة, بدأت ترتسم معالمها على الأرض", وفقا ماجاء في هذه الرسالة.
وتوجه حجاب إلى كي مون متسائلاً "هل تعتقدون أن ما يجري سيقضي على الإرهاب والتطرف، وسيوقف نزيف الدم السوري وقتل النساء والأطفال؟"، و"هل سيجعل العالم أكثر أماناً، وسيحافظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية؟"،سنقول لكم وبكل صدق: إطلاقاً".
كما حذّر حجاب في رسالته من أنّ "تهجير المدنيين الآمنين من بلداتهم واقتلاعهم من أراضيهم، وإجبارهم على الرضوخ لترك منازلهم سيزيد من تغذية التطرف والإرهاب"، مؤكداً تأييد الهيئة العليا للمفاوضات لـ "التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بسوريا، والتي استندت في محتواها السياسي على بيان جنيف لعام 2012، فضلاً عن تنفيذ البنود المتعلقة بالمسائل الإنسانية بصفتها التزامات قانونية واجبة التنفيذ، وتعزيز وقف الأعمال العدائية بشكل شامل، ليشمل كامل الجغرافيا السورية، وليس بشكل انتقائي كما يتم الآن".
وكان حجاب حذر, في وقت سابق, من عودة موجات النزوح من الأراضي السورية للبحث عن ملاذ آمن نتيجة ما اسماه بـ"العمليات العدائية التي يشنها النظام".
يشار الى ان العمليات العسكرية في البلاد تشهد تصعيدا وتعقيداً، مع تغير الخارطة الجغرافية لمناطق سيطرة أطراف الصراع، فضلاً عن دخول تحالفات جديدة فرضت سيطرتها على بعض المناطق وتحديدا في الشمال، حيث بسطت قوات كردية سيطرتها على الحسكة ومنبج، في حين دخلت تركيا مساندة لفصائل معارضة سورية للسيطرة على جرابلس الحدودية، حيث تدور معارك ضد تنظيم "داعش" من جهة وضد قوات كردية من جهة ثانية، كما أعلنت نيتها مواصلة العمل العسكري لـ"تطهير شمال سوريا".
سيريانيوز