مصارحـة ... بقلم : علي الأعرج

كُنتُ أكتبُ لك
وأقصُدك في كلِّ معنى
لكنّ جرحاً ما ترجّل عن الذاكرة
ومشى في نواحي النصّ
نواحيكِ من كلِّ بريقٍ لمع فيك

 

كُنتُ أكتبُ عنك
وأرسمك حرفاً حرفاً كما اللغة
كوّنت صورتك
لون العينين ، لمعة وجنتيك،
شفاهك الرفيعة ، نهديكِ البارزين
خِصرك المُصلى
قدميك الصغيرتين

 


لون شعرك الذي أجهلهُ لسببٍ ما
كوّنت صورك
طولك المقبول ، جسدك المتناسق كباقة زهور

 


وبكيت
كون النكران في ملامحكِ كانت مدهّشة
وكون قدرتي على خفقان القلبِ كانت مضطربة
ومائلة للصلاة على الخسران
بكيت كما لو أني ارثو ضعفي فيك
واتقبل الخذلان دفعةً واحدة
واطوي الصفحة الاولى بصمتٍ وريبة
 


كُنتُ أكتبُ لك
كُنتُ أعنيك بكل خطوة
ودمع مالح اللون
المطر الذي يسيل على وجهي قاسٍ
حاد كنصلة سكين تقطع وجهي لألفِ تعب
وتساؤل عمّا أرمي إليه فيك
والضباب على الجسر كثيف

 


تُهتُ بخطاي
شردتُ بهذي المدينة الخالية من الازدحام
ورؤاي المُغطى بالتجاهل لا أرى شيئاً
لا عدم هناك ولا آدميّاً يُرشد خُطاي
لكنّي أحسُ بوجعٍ أسفل الخاصرة
بركلةٍ من الخلف

 


اتّسع الطريق
طريقَ المشاة ،أضواء السيارات
فراغ المدينة من الحالمين ليلاً
أغلقوا السكّان النوافذ
ومضى كلُّ رجلٍ الى سُكن امرأتهِ
منفرداً في الليل ،سيد الوقت الطويل

 


أمّا أنا
فلي كلُّ الوقت لأصل إلى المخيم القابع
أعلى جبلٍ يطلُ على كلِّ هولاء
دون حلمٍ يُذكر للغد
أو قصيدةٍ تنتظرُ امراةً تقرأُها في الجرائد الرسمية
أول الفجر القريب
 



https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close