-
يوميّات مواطنة سوريَة..؟!..ج(1) ... بقلم : هيفاء ديب
أتراها كانت هي.. من تحبّني...؟! تلك التي تقاسمنا الرّغيف معاً...
أتراها كانت تكذب عليّ..؟!
أتراها تعلّمت الثرثرة ..؟! أتراها كانت بالفعل حبيبتي..؟!
أتراها كانت تستغلّ براءتي..!.
أتراها لعبة بيد غارقة بالمال..؟!.. والمال غادر...نصّاب هالك...
أتراها تبكيني ..؟!.
هنيئا لعشّاقي... أصبحت قهوتي مرّة..
بمزيج من الأحمر لابدَ للعلقم أن يصبح أشدَ مرارة...
هنيئاً لنوبل مات..!.....
فشبابيك بيتي تكسّرت. وتحت الزجاج رفاة طفلة..
....وقدّاسي الذي عقدته.. قطعته بلا رجعة..
صلاتي ..!.. أنّى لي بسجّادة ليس فيها رجس
من أخ عاصب العينين غادر...
سأدرس الطبّ...؟!
فالجثث ملأى المكان
وغرف التشريح واسعة ...دمشق كلها تشريح
لا ياقارئي لا... ليست جثث سارق أو قاتل ..
إنها جثث من بيت ترعرت فيه منذ الطفولة...
قلب غارق بالموت لكنّه يضخّ الدماء
يروي الشوارع... ينظّف الأرض من حقد الغادرين
أنا من سوريَة... فصوت الدّمار والأشلاء عامر...
وصارت قهوتي مرّة.... وكل كتابات الحبّ مجرّد خيال...
وكل قصص العاشقين تموت في حضرة الدّماء....
تحت شلّال الموت أقف غير آبهة بالموت
غير آبهة بشظايا فكر عابث..
نعم ثمّة خطب كبير ..؟!..
أفيق من نوم عميق
في قمّة التركيز... لا شيء سوى اللّون الأحمر..
غارقة في حنايا أمّ ثكلى وأب مفجوع..!؟..
أنا ياقارئ الحقيقة إنسان...
أنا استبيحت إنسانيّتي من على منابر الإعلام..؟!..
أنا ياحقيقة إنسان والحقّ في الحياة مشروع مشروع...
أنا ياحقيقة والخير توأمان
كأنّما الآلهة ... تدحرجت من على صخور
لا شيء سوى الصّمت والخوف صديقا الحقيقة..
والحقيقة تلك هي الأخرى تغطّ في ثباتها العميق..
ياقارئ التاريخ أوَ تعقد صفقة لتفهم معاناتي.؟..
أعطني التفسير ..؟.
لا يا أدونيس ..!. أين أنت.؟.
طعم الخدود مالح حتى الثّمالة
وبارقات الأمل تغطّ هي أيضاً في نوم عميق...
وأنا الطفل الجريح... قرأت كل كتب الموت في لمحة
واجتزت كل الأزمنة
وعرفت مامعنى الضغينة...؟!
وارتشفت الآلام من الأشلاء
لا ياحقيقة وإن ضعت ...فاللّه واحد..
وكل قصص الأطفال تحكي أن الخير
لا بدّ منتصر...
وفي قصص الأطفال تؤخذ العبر...
إهداء إلى كلّ من وجد نفسه في لحظة بين يدي الموت...
https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts