اتهم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون, يوم الثلاثاء, قوى اقليمية باستغلال الصراع السوري "لتصفية حساباتها", فيما حذر من ان فشل محادثات جنيف سيؤدي الى "عواقب مخيفة" على الشعب السوري والعالم.
واوضح بان كي مون, في بيان في الذكرى الخامسة لاندلاع الاحداث في سوريا, أن الدمار الذي حصل في بسوريا "كان من الممكن منعه"، لو أن القوى الإقليمية لم تستغل النزاع كميدان معركة "لتصفية حساباتها".
واشار بان الى ان "الحكومة السورية كان من الممكن ان ترد بطريقة سلمية على الدعوات للتغيير، ولكن القوى الإقليمية تتحمل كذلك اللوم لإذكاء الحرب في سوريا".
ولم يحدد بان كي مون أسماء القوى الدولية، الا أن الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران وتركيا تدخلت في الصراع السوري.
ودعا بان كي مون مجلس الأمن الدولي" لاحالة الملف السوري الى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب".
وجاء ذلك بعدما دعا الكونغرس الأمريكي, الثلاثاء، إلى إنشاء محكمة دولية مكلفة التحقيق في جرائم الحرب في النزاع السوري.
واتهمت اطياف معارضة وعدة دول النظام السوري وحلفائه بارتكاب "جرائم حرب" بحق المدنيين بسوريا, كما وسبق ان أصدرت لجنة التحقيق الأممية الخاصة بسوريا عدة تقارير تفيد بارتكاب القوات الحكومية وقوات المعارضة في سوريا على حد سواء "جرائم حرب وعمليات قتل جماعي", فضلا عن تصاعد في الجرائم وانتهاكات ارتكبتها جماعات متطرفة مناهضة للحكومة مع تدفق مقاتلين أجانب, في حين رفضت الحكومة السورية هذه التقارير لانها "مسيسة وغير موضوعية" على حد وصفها.
وعن مفاوضات جنيف, حذّر بان من انه في حال فشل محادثات السلام، فإن "العواقب على الشعب السوري والعالم ستكون مخيفة لدرجة تصعب تخيلها".
ودعا بان الأطراف المشاركة في محادثات جنيف الى العمل من أجل التوصل الى تسوية سلمية وانهاء "الكارثة الانسانية غير المسبوقة".
واستؤنفت محادثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة بين أطراف الصراع في سوريا، بلقاء رسمي ضم وفد النظام السوري ودي ميستورا, حيث قال الأخير إن "جوهر مفاوضات جنيف هو هيئة الحكم والدستور والانتخابات الجديدة" في سوريا, وذلك قبل أن يشدد على أن لا بديل عن المفاوضات سوى "عودة الحرب".
ويشارك وفدا النظام و"هيئة التفاوض" المعارضة في المحادثات, في ظل تباين الآراء بشأن مصير الرئيس بشار الأسد والمرحلة الانتقالية، ففي حين أعلن النظام عن رفضه وضع انتخابات الرئاسة على جدول محادثات جنيف , وان الأسد "خط أحمر", ردت "هيئة التفاوض" المعارضة بأن الهدف من محادثات جنيف تشكيل "هيئة حكم انتقالية" في مرحلة تبدأ بـ"رحيل الأسد أو موته".
ومحادثات جنيف هي الأولى منذ أكثر من عامين وتأتي وسط تراجع ملحوظ في القتال بعد سريان اتفاق لوقف الأعمال القتالية برعاية واشنطن وموسكو في الشهر الماضي.
سيريانيوز