قال وزير الخارجية سيرجي لافروف، يوم الجمعة، إن الضربات الجوية الأمريكية في سوريا أزالت أي التزام أخلاقي يمنع روسيا من تسليم أنظمة إس-300 الصاروخية المضادة للطائرات لحليفها السوري.
وأضاف لافروف في مقابلة مع وكالة (نوفوستي) الروسية إنه "قبل الضربات الأمريكية على أهداف سورية، أبلغت موسكو مسؤولين أمريكيين بالمناطق السورية التي تمثل (خطوطا حمراء) بالنسبة لها"، وأضاف أن "الجيش الأمريكي لم يتجاوز هذه الخطوط".
وكانت وزارة الدفاع الروسية اعلنت، يوم السبت، انها تدرس إمكانية تسليم سوريا صواريخ "إس 300" على خلفية هذا الهجوم الغربي .
وحذرت موسكو، واشنطن، من تجاوز "خطوط حمراء" في سوريا، حيث اعلن رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري غيراسيموف أن بلاده سترد بقسوة على إلحاق أي أضرار بالعسكريين الروس أثناء العمليات العسكرية للتحالف الدولي، لا سيما أنها سنعتبر أهدافا ليس الصواريخ نفسها فحسب، بل وحاملاتها.
وبين لافروف انه تم ابلاغ واشنطن بمناطق نشر "الخطوط الحمراء" في سوريا.
واعرب الوزير الروسي عن قناعته بأنه " الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب لن يسمحا بمواجهة مسلحة بين البلدين".
وحول تصدي الجيش النظامي للصواريخ الغربية، قال لافروف ان "الجيش الروسي سيقدم قريبا دليلا على إسقاط منظومة الدفاع الجوي السورية لبعض الصواريخ التي أطلقتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا".
وأوضح لافروف ان "لدى هيئة الأركان العامة (الروسية) صورة واضحة للغاية، لقد راقبنا كل الذي حدث في الوقت الحقيقي، بشكل حي، والإحصائيات التي قدمها العسكريون، ونحن على استعداد لتحمل المسؤولية عنها"، متابعاً أنه "إذا ادعى شخص ما، أن جميع الصواريخ الـ 105 قد حققت أهدافها، فليقدم إحصائياته".
وكانت وزارة الدفاع الروسية كشفت ، أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت 71 صاروخا من أصل 103، مشيرة إلى أن موسكو ستعيد بحث إمكانية تسليم سوريا صواريخ "إس 300" على خلفية هذا العدوان.
بالمقابل قالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بأن الصواريخ التي أُطلقت أصابت أهدافها في سوريا. وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه تم إطلاق 100 صاروخ، ولم يسقط منها صاروخ واحد، وكلها أصابت أهدافها.
وكانت سوريا قد تعرضت، فجر السبت الماضي، إلى قصف صاروخي شنته وحدات القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية، في وقت أعلنت القيادة العامة للجيش النظامي أن الضربة الثلاثية، شملت إطلاق حوال 110 صواريخ باتجاه أهداف سورية في دمشق وخارجها، وأن منظومة الدفاع الجوي السورية تصدت لها وأسقطت معظمها.
وفي سياق متصل، وجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى بريطانيا إصبع الاتهام بالتورط في فبركة الهجوم الكيميائي المزعوم بمدينة دوما السورية.
وقال لافروف، ان "مقطع الفيديو الذي استخدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا كذريعة لشن الهجوم المحموم على مواقع تابعة للحكومة السورية، يظهر بوضوح أن الأشخاص الذين زُعم أنهم يحاولون إنقاذ المتضررين جراء الهجوم الكيميائي، وهم في موقع الهجوم المزعوم، لا يستخدمون أي وسائل حماية شخصية، سوى أقنعة من الشاش لدى بعضهم".
وذكّر لافروف بأن هذا التسجيل المصور نُشر من قبل "الخوذ البيضاء"، مشدداً على أن هذه المنظمة "تعمل حصرا في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيمات المسلحة، بما في ذلك (جبهة النصرة) ، وليس سرا أنها تحظى بتمويل من بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول الغربية".
وتتهم موسكو منظمة "الخوذ البيضاء" بفبركة أنباء عدة هجمات في مناطق المعارضة المسلحة، وخاصة ذلك الذي وقع في خان شيخون نيسان 2017.
واتهمت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا النظام السوري بشن هجوم بالأسلحة الكيماوية في مدينة دوما بريف دمشق، اسفر عن سقوط ضحايا،، وقامت اثره بقصف صاروخي مشترك مع بريطانيا وفرنسا، رغم تحذير روسي من عواقب وخيمة.
وجاءت الضربات الصاروخية الغربية، اثر تقارير معارضة ومقاطع فيديو اتهمت الجيش النظامي بشن هجوم كيميائي على مدينة دوما بريف دمشق، حينما كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة.
سيريانيوز