كشف مسؤول أممي، يوم الأربعاء، إن المجتمع الدولي لم يدفع سوى أقل من ربع المساعدات التي وعد بها للدول المجاورة لسوريا، خلال مؤتمر المانحين في شباط الماضي، مندداً بـ"فشل جماعي لابد من تصحيحه".
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية ( ا ف ب) عن مدير مفوضية اللاجئين في الشرق الاوسط وشمال افريقيا امين عوض قوله إن " 2,5 مليار دولار فقط تم توزيعها فعليا، علما بان الدول المحاذية لسوريا وهي تركيا ولبنان والاردن والعراق تنوء تحت عبء اللاجئين".
وكانت كل من بريطانيا والكويت والنرويج والمانيا، وعدت في شباط الماضي اثناء مؤتمر للمانحين نظمته الامم المتحدة، بهبات استثنائية تناهز 11 مليار دولار بحلول العام 2020 وذلك لمساعدة نحو 18 مليون سوري من ضحايا الحرب.
واضاف المسؤول الاممي الذي حضر الى واشنطن لعرض القضية امام المسؤولين الاميركيين ان "البلدان على خط الجبهة تشعر بخيبة امل وبأنها مهملة".
وبحسب مفوضية اللاجئين في كانون الثاني، فإن 13.5 مليون شخص تأثروا بالحرب في سوريا واضطروا الى النزوح، التي كان تعدادها السكاني 23 مليون نسمة قبل النزاع، بينما فر 4,7 ملايين من سوريا ليشكلوا "اكبر عدد من اللاجئين جراء نزاع واحد في جيل"، وفق ما قالت مفوضية اللاجئين في تموز.
وتستقبل تركيا اكبر عدد من هؤلاء يقارب 3 مليون لاجئ سوري. وقصد لبنان 1,2 مليون ليشكلوا ربع سكانه. وفي الاردن، يبلغ عدد السوريين المسجلين لدى المفوضية نحو 630 الفا لكن عمان تقدر العدد باكثر من مليون. كذلك، لجأ 225 الف سوري الى العراق و137 الفا الى مصر.
وفيما يخص أزمة اللجوء، قال عوض إنه "من اصل سبعة مليارات شخص في العالم، لا يمثل تعداد السكان في الشرق الاوسط اكثر من خمسة الى سبعة في المئة"، لكن هذه المنطقة الحافلة بالاضطرابات "تضم 35 الى 40 في المئة من حالات" اللجوء.
ووصل عدد اللاجئين في العالم لأول مرة إلى 60 مليون لاجئ ، اكثر من ثلثهم موجودون في منطقة الشرق الاوسط.
واعتبر عوض انها "ازمة غير مسبوقة" منذ الحرب العالمية الثانية تهدد بزعزعة استقرار المنطقة برمتها مع تداعيات هائلة بدأت اوروبا تشعر بها منذ اكثر من عام، وتحديدا منذ بدأت ما يسميه عوض "الرحلة الكبرى" لمليون شخص عبروا بحر ايجه على متن زوارق مطاطية واكملوا رحلتهم سيرا في اتجاه الشمال عبر منطقة البلقان.
واستقبلت المانيا في 2015 اكثر من مليون مهاجر، وتعهدت الولايات المتحدة ان تستقبل مئة الف لاجئ من مختلف الجنسيات بحلول 30 ايلول المقبل بينهم عشرة الاف سوري. لكن اقل من ربع هؤلاء اللاجئين السوريين تم قبولهم للعام 2016.
وحول التمييز في بعض الدول بين اللاجئين بحسب انتمائهم الديني، ورفض استقبال المسلمين منهم، قال عوض "لايجوز قانوناً رفض استقبال المسلمين من اللاجئين، لان ادواتنا القانونية الدولية تنص على وجوب عدم التمييز بين الاشخاص".
ويطالب المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، بمنع جميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.
يشار الى ان بعض التيارات في الدولة الغربية تطالب بمنع استقبال اللاجئين خوفاً من تسلل الارهابيين من مناطق الصراع في العالم الى دولهم، وذلك بعد عدة احداث ارهابية شهدتها عدد من العواصم والمدن الأوربية، فضلاً عن تكرر اعتداءات في الأسبوع الأخير معظم منفذوها مبايعين لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ومناهضين للمثلية.
سيريانيوز