أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، يوم الجمعة, أن "روسيا توقف العمل بمذكرة التفاهم مع الولايات المتحدة بشأن سلامة الطيران فوق سوريا بداية من منتصف هذه الليلة (الجمعة- السبت".
ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن كوناشينكوف ,قوله أن "وزارة الدفاع الروسية قدمت مذكرة بهذا الخصوص للملحق العسكري الأمريكي بالسفارة الأمريكية لدى روسيا".
ونفت موسكو بهذا التصريح ما أوردته وكالة "أسوشيتد برس"، نقلا عن مصادر عسكرية أمريكية رفيعة، في وقت سابق من الجمعة، تحدثت فيها عن موافقة روسيا على الحفاظ على "الخط الساخن" للاتصال مع المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية في إطار مذكرة التفاهم الروسية الأمريكية حول ضمان سلامة تحليقات طائرات الجانبين في سماء سوريا أثناء العمليات والموقعة في تشرين الأول 2015.
بدورها, أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن "موسكو ستنظر في إمكانية استئناف العمل بالمذكرة، تبعا لتطور الأوضاع".
وأضافت زاخاروفا خلال مقابلة مع قناة "رين تي في" الروسية في إجابتها على سؤال ما إذا كان تعليق العمل بالمذكرة مؤقتا، وهل من الممكن إعادة مفعولها، قائلةً "اليوم سمع الجميع تصريحات وزارة الخارجية الروسية، التي قدمت فيها تقييمها الواضح لهذه الخطوة (الأمريكية بتوجيه ضربات جوية على قاعدة الشعيرات في سوريا) سوف ننطلق من الوضع الحقيقي ".
وذّكّرت بأن "روسيا حتى في أصعب الظروف أبدت دوما استعدادها إلى الحوار".
ونفذ الجيش الأمريكي, بأوامر من الرئيس دونالد ترامب, ضربات بصواريخ توماهوك استهدفت مطار الشعيرات العسكري "المرتبط ببرنامج" الأسلحة الكيميائية السوري ردا على الهجوم الأخير الذي يرجح أنه كيماوي في خان شيخون.
وأعلن البنتاغون أن الهجوم الصاروخي كان هدفه مطار الشعيرات العسكري في محافظة حمص، وأفادت الأنباء بأن سفن البحرية الأمريكية أطلقت 59 صاروخا مجنحا باتجاه الموقع المستهدف.
ودانت روسيا, على لسان عدد من مسؤوليها, الهجوم الأمريكي, واصفة إياه بأنه "عمل عدائي" ويستند إلى "حجج ضعيفة", وهدفه "إفشال العملية السياسية وتغيير السلطة في سوريا باستخدام القوة", فيما قررت تعزيز منظومة الدفاع الجوي للجيش النظامي قريباَ, و تعليق العمل باتفاق السلامة الجوية مع واشنطن في الأجواء السورية.
كما أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعا, في وقت سابق من يوم الجمعة, مع مجلس الأمن القومي الروسي, حيث تم بحث بقاء سلاح الجو الروسي في سوريا كما عبّر الاجتماع عن "القلق البالغ إزاء العواقب السلبية التي لا يمكن تجنبها على المعركة ضد الإرهاب العالمي جراء العمل العدواني."
وأسفرت الضربات الأمريكية, بحسب بيان لقيادة الجيش, عن مقتل 6 عسكريين وإصابة آخرين وحدوث أضرار مادية كبيرة, كما أكد البيان أن "هذا العدوان الأميركي المدان يؤكد استمرار الاستراتيجية الأميركية الخاطئة ويقوض عملية مكافحة الإرهاب التي يقوم بها الجيش العربي السوري ويجعل الولايات المتحدة الأميركية شريكاً لـ"داعش" و"النصرة" وغيرهما من التنظيمات الإرهابية التي دأبت منذ اليوم الأول للحرب الظالمة على سورية على مهاجمة نقاط الجيش والقواعد العسكرية السورية".
سيريانيوز