-
الأسد وكلينتون: ماذا يحمل عام 2016 من مفاجأت سياسية؟ ... بقلم : الدكتور خيام الزعبي
بعد أن طوى عام 2015 أوراقه ورحل بكل إيجابياته وسلبياته، نستقبل اليوم العام الجديد بروح الأمل التي تحفظ وحدة وأمن سورية وتوحد صفوفها، بعد خمس سنوات من المناورات الدولية التي استعملت فيها كل أدوات ووسائل الحروب الباردة والساخنة ضد السوريين.
من اليوم الأول للأزمة في سورية، عبرت الدول الغربية ودول إقليمية أخرى ومن بينها دول عربية عن آمالها بسقوط النظام في سورية، من خلال تقديراتها المعلنة والغير المعلنة إلى حد الإفراط بقرب سقوط النظام السوري، لما يمثله من امتداد للمحور المقاوم والممانع ابتداءً من إيران، مرورا بحزب الله، وصولا إلى قطاع غزة، ويُعد إسقاط نظام الأسد، فرصة حقيقية من أجل تحقيق مصالحها وأهدافها الإستراتيجية في الشرق الأوسط وتحقيق أمن إسرائيل، لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هنا هو: متى يسقط نظام الأسد ؟ سؤال حير الغرب وحلفاؤه وخيب أملهم اثر التصريحات والوعود التي قطعوها والتي لم يتحقق أي منها حتى الأن.
الخطأ الأكبر الذي وقعت فيه هذه الدول هو سوء تقديرها لقوة خصومها، وقدرة النظام السوري وحلفاؤه على الصمود طوال هذه السنوات، برغم الدعم الغربي والتركي والخليجي للقوى المتطرفة في سورية، فمقتل قائد جيش الإسلام أحد أكبر الفصائل المسلحة في سورية أعطى الجيش السوري مؤشر ودفعة قوية في الحرب السورية، وسرعة انهيار هذه الفصائل والمجموعات في العاصمة السورية دمشق وحولها، وبالتالي ستسرع من عملية إخلاء أكثر من 2000 مسلح من منطقة دمشق باتجاه محافظة الرقة وإدلب، كما أن إعتماد أمريكا إستراتيجية إطالة أمد الصراع والنزاع في سورية، شجع دخول روسيا وإيران عسكرياً حلبة الحرب السورية بصورة مباشرة وقلبت الموازين الدولية والإقليمية بما لها من أثر ميداني متصاعد، وبذلك أعاد الروس المبادرة في سورية، وتعديل ميزان القوى لمصلحة الدولة السورية، وبذلك أثبتت روسية بأنها قادرة على تعطيل أي قرار أمريكي في الملفات التي تهم منطقة الشرق الأوسط.
فالمتتبع لتطورات الأحداث الحالية التي تتفاعل على الساحة السورية يدرك جيداً بتصاعد وتيرة الجهود التي تبذلها قوى إقليمية ودولية عديدة للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة، وفي الوقت الذي استطاع فيه الرئيس الأسد أن يتحدى التعقيدات الميدانية بانتصارات الجيش السوري على الإرهاب بكافه أنواعه، والفوز السياسي بعد عودة معظم الدول العربية والأجنبية لفتح سفاراتها في دمشق وسعي العديد من الدول الأوربية وأمريكا بالذات للتعاون مع النظام السوري في الأمور الأمنية، لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية والذي بات يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة، فيما يعد اعترافاً ضمنياً بانتصار الأسد والإعتراف بنظامه ممثلاً وحيداً للشعب السوري
وإنطلاقاً من ذلك فأن مسألة بقاء الأسد في سدة الحكم في سورية هي أبرز التوقعات التي خرج بها عدد من المراقبين في الشأن السياسي والاقتصادي، وهذا من شأنه أن يؤثر في الإقليم، ويعيد تشكيل خريطة القوة الدولية من جديد في المنطقة، وبذلك فشل الغرب في كسر شوكة الجيش السوري وأيضا إسقاط الأسد.
وفي الاتجاه الأخر نجحت كلينتون في التصدي لأخطرحملة تشهير تعرضت لها على مدار تاريخها، فقد واجهت اتهامات بالخيانة والاستخفاف بالأمن القومى للبلاد من خلال فضيحة بريدها الإليكتروني الخاص، الذي احتفظت به، واستخدمته أثناء عملها في منصب رسمي، وهو ما يعتبر انتهاكا للقانون، والطريف في الأمر، أن الاعتذار بما ارتكبته من خطأ هو السياسة التى انتهجتها كلينتون للخروج من الأزمة والاحتفاظ بتعاطف الناخبين وثقتهم، ويبدو أنها استفادت فى ذلك من تجربة زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون ، عندما واجه مشاكل بسبب إخفائه فضيحة علاقته مع مونيكا لوينسكى، وكان الاعتراف بما ارتكبه السبب في فوزه بفترة رئاسة جديدة
وإنطلاقاً من ذلك توقعت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن تفوز هيلاري كلينتون بمنصب الرئيس الأمريكي في الانتخابات التي ستجرى في نوفمبر المقبل، ورغم أن منافسيها سيركزون على ما يصفونه ضعفها في مواجهة أعداء أميركا، وبذلك فأن فرصة كلينتون تبدو قوية مقارنة بالآخرين سواء في الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
مجملاً....إن عام 2016 سيكون مرحلة مفصلية في تاريخ سورية كونه يحمل في جعبته الكثير والكثير من المفاجآت التي ستغير شكل المنطقة، لذلك سنتوقع في الأسابيع المقبلة أن يكون هناك تحول كبير بالساحة السورية وتطورات كبيرة تعمل على تضييق الأزمة السورية، كما أن هناك بعض الدول ستخسر رهانها بالحرب على سورية، فالأحداث والوقائع الميدانية تشير إلى إنهيار كبير بين صفوف القوى المتطرفة والمجموعات المسلحة الأخرى، يقابله صمود الشعب السوري وإصراره على تحرير دولته من الإرهاب وتحطيم كافة مشروعات الدولة الدينية وأوهام الخلافة في المنطقة.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts