الاخبار السياسية
وثيقتان وثلاث لجان لإقرارهم في ختام مؤتمر سوتشي
تستضيف مدينة سوتشي غدا الاثنين, وعلى مدار يومين, مؤتمراً للحوار الوطني السوري, برعاية روسيا, الذي قاطعته جهات سورية معارضة، وأوفدت الأمم المتحدة مبعوثها الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، لحضوره.
وحصلت صحيفة «الشرق الأوسط» على وثيقة أعدتها موسكو كي تصدر في ختام مؤتمر الحوار الوطني المقرر عقده غدا في سوتشي, حيث تضمنت نداءً من المشاركين الـ1500 لـ"رفع العقوبات الأحادية عن سوريا وتبني إجراءات لبدء إعادة الإعمار، وعودة اللاجئين".
وجاء في نص الوثيقة التي اعدتها موسكو, كي تقر في ختام سوتشي, "نحن المشاركين في المؤتمر مقتنعون بأن الحرب في سوريا ضد الإرهاب تقترب من نهايتها، وفي هذه الحرب تم تدمير آلاف البيوت والمدارس والمشافي والمصانع وورش العمل، وتم إلحاق أضرار في السكك الحديدة وشبكات الكهرباء والخدمات ودور العبادة والآثار التاريخية".
وتضمنت الوثيقة "مناشدة الأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية العالمية والمجتمع الدولي للمساهمة في تجاوز آثار الحرب وإعادة إعمار سوريا من طريق تبني إجراءات إضافية في تقديم المواد الغذائية والطبية والمواد الأخرى ذات الاحتياجات الأساسية ومواد البناء والمعدات الصناعية والطبية وتنظيم علميات كبيرة لنزع الألغام".
وبحسب الوثيقة, فان "تهيئة الظروف من أجل عودة سوريا إلى الحياة السلمية ووضع حد لمعاناة الشعب السوري والمساعدة في عودة اللاجئين والنازحين إلى أماكنهم الأصلية، تنعكس بشكل جيد على الوضع في منطقة الشرق الأوسط عامة".
كما دعت الوثيقة ايضا الى "رفع العقوبات المفروضة من جانب واحد بحق سوريا؛ ما يؤدي إلى حل المشكلة الإنسانية والمشكلات الاقتصادية بما يصب في إعادة بناء البلاد".
وكانت واشنطن صاغت مع حلفائها الأوروبيين والإقليميين وثيقة تضمنت ربط المساهمة في إعادة الإعمار بتحقيق الانتقال السياسي.
ونصت على أن الدول المعنية "مستعدة للمساعدة في إعادة إعمار سوريا فقط عندما يتحقق الانتقال السياسي الجدي والجوهري والشامل عبر التفاوض بين الأطراف المعنية برعاية الأمم المتحدة لتنفيذ القرار 2254 وبيان جنيف، وعندما تتأسس بيئة حيادية تسمح بالانتقال السياسي."
وسيركز التوجه المستقبلي على تحسين مخرجات مؤتمر سوتشي التي تشمل وثيقتين, هما البيان الختامي الذي يشمل إقرار المبادئ الـ12 التي وضعها دي ميستورا بناءً على مسودة أعدها مستشاره فيتالي نعومكين، ونداءً إلى الشعب السوري، إضافة إلى تشكيل ثلاث لجان " لجنة مؤتمر سوتشي، اللجنة الدستورية، لجنة الانتخابات".
وبحسب المعلومات، فإن التركيز سيكون على خلاصة وثيقة مؤتمر سوتشي، أي البيان الختامي، وتقول «وافقنا على تشكيل لجنة دستورية تضم وفد الجمهورية العربية السورية ووفد المعارضة ذوي التمثيل الواسع لتولي عملية الإصلاح الدستوري بهدف المساهمة في تحقيق التسوية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة، وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254. لذلك؛ فإننا نلتمس من تكليف الأمين العام للأمم المتحدة تكليف مبعوث خاص لسوريا للمساعدة في عمل اللجنة الدستورية في جنيف».
كما يتوقع أن يتناول معارضون لدمشق وموالون الفقرتين الخامسة والسابعة في «وثيقة سوتشي»؛ إذ إن الفقرة السابعة نصت على تأسيس «جيش وطني يقوم بتأدية واجباته وفق الالتزام الصارم بالدستور وأعلى المستويات، مهمة الجيش تكمن في حماية الحدود الوطنية والشعب من الأخطار الخارجية والإرهاب» وأن «الأجهزة الأمنية تؤمّن الأمن الوطني بمراعاة مبدأ إعلاء القانون واحترام حقوق الإنسان وفق الدستور والقواعد القانونية، وأن استخدام القوة يجب أن يكون وفق قواعد ونظم من المؤسسات الحكومية».
وكانت فصائل معارضة اقترحت أن يكون الجيش محايداً عن العمل السياسي ودمج فصائل ضمن «الجيش الجديد»، في حين طالبت دمشق بـ«دعم الجميع للجيش النظامي في الحرب ضد الإرهاب».
وتناولت الفقرة الخامسة، أن تكون «الدولة ملتزمة بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي، تنمية شاملة ومتوازنة مع تمثيل عادل في أجهزة الإدارات المحلية».
وإذ اتفق وفدا الحكومة على رفض مبدأ الفيدرالية الذي اقترحه أكراد ووافقا على مبدأ «اللامركزية» و«الإدارات المحلية»، فإن خلافاً بين الأطراف السورية يقوم على حدود الإدارات المحلية وصلاحيتها مع تحذير من تقسيم.
من جهته, قال ممثل روسيا لدى المبعوث الأممي إلى سوريا فيتالي نعومكن في تصريح لقناة (الميادين), ان "الورقة التي تحمل اسمه وتتكون من 12 بنداً ستطرح في مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري, إلى جانب البيان الختامي كأساس للتسوية، وهي وثيقة صادقت عليها الأمم المتحدة".
وكانت وكالة الإعلام الروسية أفادت, يوم السبت, أن مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي سيعقد في منتجع سوتشي الروسي سيدعو الشعب السوري لتقرير مستقبله في تصويت شعبي دون أي ضغوط خارجية.
ووافق النظام السوري المشاركة في مؤتمر سوتشي, وسط رفض جهات معارضة من بينها "هيئة التفاوض" و "هيئة التنسيق" والعديد من الفصائل المسلحة حضور المؤتمر.
وتستضيف سوتشي غدا مؤتمرا للحوار السوري , برعاية روسيا, حيث تم توجيه دعوات لـ1600 سوري لحضور اللقاء، الذي سيعقد برئاسة وزير الخارجية سيرغي لافروف.
ويتوقع أن يشارك في المؤتمر ممثلو دول مجاورة لسوريا، مثل لبنان والعراق والأردن، ودول إقليمية و«ضامنة» لمسار استانا, أي إيران وتركيا، إضافة إلى دبلوماسيين من سفارات غربية في موسكو.
ويأتي اجتماع سوتشي المزمع بعد لقاء عقد في فيينا والتي لم تحقق أي نتائج, باستثناء اتفاق لم ينفذ لوقف إطلاق النار في الغوطة، عدا حرستا، وطرح مقترح من 5 دول حول رؤية جديدة للحل السياسي في سوريا، على رأسه تقييد صلاحيات الرئيس ومبادئ للدستور والانتخابات، وتأجيل الانتقال السياسي وربطه بالأسد.
سيريانيوز