الجعفري: داعش و"النصرة" والعقوبات الاقتصادية عوائق امام الوصول الانساني في سورية

قال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة  بشار الجعفري أن العوائق الحقيقية أمام عمليات الوصول الإنساني في سورية هي إرهاب تنظيمي داعش وجبهة النصرة والمجموعات المرتبطة بهما والعقوبات الاقتصادية ....

"التقارير الشهرية للأمم المتحدة بشأن الأوضاع الإنسانية في سورية غير ناضجة وتتضمن احاطات كيدية"

قال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة  بشار الجعفري أن العوائق الحقيقية أمام عمليات الوصول الإنساني في سورية هي إرهاب تنظيمي داعش وجبهة النصرة والمجموعات المرتبطة بهما والعقوبات الاقتصادية المفروضة على الشعب السوري واستمرار بعض الأطراف الاقليمية والدولية في التدخل السلبي بالشأن السوري.

 

واضاف الجعفري, خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم حول الأوضاع الإنسانية في سورية, إن "العوائق الحقيقية التي تعترض فعلا عمليات الوصول الإنساني هي أولا.. الأوضاع الأمنية الحرجة الناجمة عن إرهاب داعش وجبهة النصرة وما يرتبط بهما من مجموعات وكيانات وأفراد هذا إلى جانب الاقتتال الدائم فيما بين المجموعات الإرهابية المسلحة منذ مدة وعدم سماحها بدخول القوافل أو إزالة الألغام من طريقها أو عدم اتفاقها على إدارة المعابر".

وأضاف الجعفري "ثانيا.. التدابير الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ودول أخرى على الشعب السوري والتي نتج عنها تداعيات سلبية خطيرة على الوضع الإنساني في سورية بما في ذلك قطاعات الخدمات الاساسية من صحة ومياه وكهرباء وتعليم وخلقت هذه التدابير صعوبات لوجيستية تعيق تنفيذ الخطط الإنسانية ومنها على سبيل المثال لا الحصر محدودية عدد الشاحنات التي يستطيع الهلال الأحمر العربي السوري تسييرها إلى جانب نقص الوقود اللازم لتسييرها أضف إلى ذلك استهداف الطائرات الحربية الأمريكية لمحطات الطاقة ومحطات المياه والبنى التحتية”.

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي اكثر من 20 حزمة عقوبات على القطاع النفطي والمالي وكيانات اقتصادية ومسؤولين سوريين على خلفية الازمة, فيما اعتبرت السلطات السورية هذه العقوبات بانها ظالمة وتاثر على الشعب السوري بشكل كبير.

وتابع الجعفري "ثالثا.. تراجع الحكومات المانحة عن التعهدات التي تعلن عنها بخيلاء في مؤتمرات دولية استعراضية تعقد في ظل تغييب كامل للحكومة السورية وهي المعني الأول بالأمر ما جعل نسبة تمويل خطط الاستجابة الانسانية لا تتجاوز حتى اليوم 12 بالمئة فقط وهو عائق جوهري يتجاهل معدو التقرير حتى اليوم ذكره".

وعقدت عدة مؤتمرات لما سمي الدول المانحة بشان الازمة السورية في الكويت وبريطانيا وغيرها حيث تعهدت تلك الدول بمنح مليارات الدولارات للشعب السوري للحد من ازمته الانسانية التي شهدها خلال سنوات الازمة.

 

وقال الجعفري "رابعا.. استمرار بعض الأطراف الاقليمية والدولية في التدخل السلبي بالشأن السوري بهدف تحقيق أجنداتها الهدامة وإطالة أمد الأزمة وعرقلة الجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي من خلال عملية سياسية وبقيادة سورية دون تدخل خارجي".

 

وأردف بالقول "أنا هنا أتكلم بمنطق العارف لأنني كنت غائبا عنكم طوال الاشهر الثلاثة الماضية منخرطا في عملية أستانا وفي عملية جنيف وأعرف تماما من الذي كان يعرقل الاتفاقات في كل من أستانا وجنيف".

 

وفيما يخص التقرير الشهري للأمم المتحدة بشأن الأوضاع الإنسانية في سورية, قال الجعفري "نجتمع اليوم لمناقشة تقرير يحمل الرقم 41 أي اننا وبعد ثلاث سنوات ونصف السنة على هذه الممارسة الشهرية ما زلنا نطلع على تقارير غير ناضجة مهنيا ونستمع لاحاطات كيدية مرة من عمان ومرة من بيروت ومرة من هنا ومرة من جنيف لكننا لم نسمع أبدا أي إحاطة من ممثلي الأمم المتحدة من دمشق".

 

ولفت الجعفري إلى أن "هذه التقارير تتناقض في بنائها ومقارباتها مع الغايات الإنسانية النبيلة التي من المفترض تحقيقها من خلال عملية لا يمكن أن تنجح أساسا دون التعاون والتنسيق والشراكة الإنسانية المتجردة من كل اعتبارات سياسية بين الحكومة السورية والأمم المتحدة".

 

وأشار الجعفري إلى ما قالته ممثلة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” في عمان حيث أنها لم تذكر إطلاقا في كل احاطتها أي تعاون أو إشارة إلى الحكومة السورية وقالت إنها قدمت مساعدات لـ 8 ملايين شخص حيث رد بالقول “أوتشا قدمت مساعدات ل 8 ملايين شخص في كوكب المريخ وقامت بحملات تلقيح لملايين الأطفال في كوكب عطارد وقدمت مساعدات إنسانية وصحية للملايين في كوكب الزهرة حيث لا توجد حكومة .. لم تقل انها قامت بكل هذه الأنشطة الإيجابية بالتعاون مع الحكومة السورية .. لم يكن بالإمكان ان تقوم أوتشا بكل هذه الاعمال الايجابية لولا تعاون الحكومة السورية معها لكنها لم تذكر أي كلمة عن تعاون الحكومة السورية مع “اوتشا” ومع وكالات الأمم المتحدة”.

 

وأضاف الجعفري “هذا ما نعنيه لأن هناك عدم نضج مهني في تقارير الأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في سورية.. نحن نريد شراكة إنسانية مع الحكومة السورية لا أن تحل أوتشا مكان الحكومة السورية.. هذا الأمر لن نسمح به”.

وتابع الجعفري “ثم إن السيدة مولر قالت حرفيا.. نحن والشعب السوري نرنو إلى مجلس الأمن ونطلب منه حماية المدنيين” متسائلا “من نصبها للحديث باسم الشعب السوري.. كيف تتجاوز ولايتها وتقول إنها هي والشعب السوري تطلب من مجلس الأمن حماية المدنيين.. كيف تتجرأ مولر على أن تقول هذا الكلام في مجلس الأمن”.

يشار الى ان العديد من المناطق السورية تعيش ظروفا  انسانية مأساوية نتيجة الحصار, حيث سجلت فيها حالات وفاة جراء "المجاعة" ونقص الادوية, وسط تبادل التهم بين النظام والمعارضة عن الكارثة الانسانية, في ظل مناشدات اممية وعدة منظمات بضرورة ادخال المساعدات للمحاصرين.

 

سيريانيوز


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close