قالت وزارة الخارجية والمغتربين, يوم الجمعة, أن "الحكومة السورية تدين استهداف المدنيين والبنى التحتية الاقتصادية والخدمية سواء من قبل طائرات "التحالف الدولي" أو من قبل التنظيمات الإرهابية", مطالبة "بوقف هذه الاعتداءات والمجازر فورا ومعاقبة مرتكبيها".
وأضافت وزارة الخارجية في رسالتين وجهتهما إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة "مرة أخرى ارتكبت طائرات "التحالف" مجزرة جديدة بالقرب من مدينة منبج شمال حلب حيث استهدفت بالقصف العنيف قرية الغندورة وقد أكدت التقارير الواردة من المكان وفاة 45 مدنيا منهم 7 أطفال وجرح حوالي 50 مدنيا بعضهم في حالة حرجة".
وكانت مصادر معارضة, قالت يوم الخميس, إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا بقصف نفذته طائرات التحالف الدولي، طال سوقا شعبيا في بلدة الغندورة شمال شرق منبج بريف حلب الشرقي, في حين أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، أن الجيش الأمريكي يحقق في تقارير أفادت بأن ضربة جوية قرب منبج تسببت في سقوط ضحايا مدنيين.
وأضافت الوزارة ان "هذا القصف ياتي في إطار نهج مستمر لطائرات التحالف التي كانت قد استهدفت بتاريخ 19 تموز الجاري, قرية طوخان الكبرى التي ارتفع عدد قتلاها منذ ذلك التاريخ وحتى 29 من الشهر نفسه, إلى أكثر من 300 مدني وأكثر من 100 جريح إصابات بعضهم خطيرة والضحايا دوماً وفي كل قصف كانوا وما زالوا الأطفال والنساء وكبار السن ناهيك عن الدمار الكبير الذي تسبب ويتسبب به في كل مرة طيران التحالف هذا في الممتلكات الخاصة والعامة".
وسقط عشرات القتلى والجرحى جلهم من الأطفال والنساء, مؤخراً, جراء قصف من الطائرات العسكرية الفرنسية التابعة للتحالف الدولي على قرية طوخان في مدينة منبج بريف حلب الشرقي الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وتابعت وزارة الخارجية ترافقت مجازر "التحالف الدولي" هذه مع مجزرة جديدة ارتكبها تنظيم "داعش" ضد الأهالي الآمنين سكان قرية "البوير" بالقرب من مدينة منبج أيضا حيث أعدم مجرمو "داعش" 24 مدنيا.
وقال ناشطون, في وقت سابق من يوم الجمعة, أن "داعش" أعدم 24 مدنيا على الأقل، خلال الـ24 ساعة الأخيرة، إثر اقتحامه قرية "البوير" ، الخميس، وخوضه اشتباكات ضد قوات "سوريا الديمقراطية" التي انسحبت من البلدة الواقعة على بعد عشرة كيلومترات شمال غرب مدينة منبج, وجاء الهجوم على القرية، بحسب النشطاء، في إطار "هجوم عنيف ومباغت" شنه التنظيم على قرى عدة في ريف منبج الشمالي الغربي، وتمكن بموجبه من السيطرة على بعض قرى المنطقة بعد اشتباكات عنيفة مع قوات سوريا الديمقراطية".
وبينت الوزارة أن "القصف الأمريكي هذا وقبله الفرنسي وغيره من عمليات القصف غير المبرر التي طالما استهدفت المدنيين والمنشآت الاقتصادية والخدمية تشبه الجرائم التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها التنظيمات الإرهابية المسلحة في عدد من المدن والقرى السورية في نطاق المحاولات الحميمة لتسخين الأوضاع في مختلف أنحاء سورية ردا على التحول الكبير الذي أحدثه الجيش العربي السوري بطرده شراذم الإرهابيين من أحياء سكنية بمدينة حلب ولعل آخر هذه الإنجازات طرد التنظيمات الإرهابية من بني زيد والليرمون في حلب".
وسيطرت القوات النظامية يوم الخميس 28 تموز الجاري, على حي بني زيد في مدينة الحلب بالكامل كما تمكن من التقدم والسيطرة على كراجات عفرين والسكن الشبابي وجميع كتل الأبنية والمعامل في الليرمون قبل السيطرة على الحي بشكل كامل ، و في 17 تموز الحالي، تمكن النظامي من السيطرة على طريق الكاستيلو شمال حلب، قاطعة الطريق البري الوحيد الذي يربط الأحياء الشرقية لمدينة حلب والخاضعة لسيطرة فصائل معارضة، بالريف الشمالي للمدنية.
كما شددت الخارجية على أن قيام تنظيم "جبهة النصرة" بإعادة تلوين جلدته عبر تسمية نفسه بـ "حركة فتح الشام" هو محاولة يائسة لطمس آثامه وجرائمه, مبينة أن "استمرار كل من فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا والسعودية وقطر بتقديم مختلف أشكال الدعم للتنظيمات المسلحة, والاستمرار في رعايتها وحمايتها وتغيير اسمها وجلدتها إنما هو تمويل ودعم صريح للإرهاب في سوريا وفي جميع دول العالم أيضا".
وكان زعيم تنظيم "جبهة النصرة" الجولاني أعلن، يوم أمس الخميس، عن وقف العمل باسم "جبهة النصرة" وتشكيل "جبهة فتح الشام", مشيرا إلى أن التشكيل الجديد لن يكون لها علاقة بأي تنظيم خارجي, حيث يتفق المجتمع الدولي على تصنيف تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" كمنظمات إرهابية، وأدرجتها واشنطن على قائمة المنظمات الإرهابية وفرض عليها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات.
وتتصاعد العمليات العسكرية والقصف والمعارك بين الأطراف المتصارعة في عدة مناطق سورية, الأمر الذي يؤدي إلى سقوط ضحايا, , مايهدد بانهيار الهدنة الشاملة التي دخلت حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي, وسط تبادل التهم بين المعارضة والنظام حول استمرار وقوع خروقات.
سيريانيوز