استؤنفت عملية المفاوضات, يوم السبت الماضي, من أجل إعادة لاجئين سوريين من بلدة عرسال اللبنانية إلى القلمون السوري, حيث تتضمن المفاوضات خطط من ضمنها ترحيل مسلحي المعارضة في جرود عرسال الرافضين للتسوية مع النظام السوري إلى الشمال السوري, في خطوة لاقت رفض المقاتلين.
وقال مصدر لبناني مواكب للمفاوضات لصحيفة (الشرق الاوسط) إنه "كان من المفترض أن يغادر 500 نازح إلى الأراضي السورية في فرصة عيد الفطر الماضي، قبل أن يتعرض الوسيط المعروف باسم أبو طه لإطلاق نار من قبل عناصر تابعة لـ"جبهة النصرة" الأسبوع الماضي ,ما دفع الأمور للتعثر".
وأوضح المصدر أن أبو طه "استأنف المفاوضات، السبت، سعياً لإعادة ألف شخص", مبيناً أنه في حال "فشلت المساعي خلال أسبوع، فإن الخطة الأولى لإعادة 500 شخص ستوضع على سكة التنفيذ، وتتم بالتنسيق مع النظام السوري".
وأضاف المصدر أن المفاوضات تتضمن شقين، الأول مرتبط بإعادة المدنيين، والآخر مرتبط بإعادة العسكريين الذين يوافق النظام السوري على عودتهم في إطار المصالحة... أما المقاتلون الذين يرفض النظام عودتهم، فإن الخطة تقضي بترحيلهم إلى الشمال السوري، أو منطقة "درع الفرات" في ريف حلب الشمالي".
وكانت مصادر في "حزب الله" اللبناني كشفت، مطلع حزيران الماضي، أن عشرات النازحين السوريين في بلدة عرسال في شمال شرق لبنان، بدأوا العودة إلى درياهم في بلدة عسال الورد السورية.
ولاقت الخطة, بحسب المصدر, رفضا من قبل المسلحين السوريين في المنطقة, الذين رفضوا خروج النازحين من المنطقة, معتبرين أن خروج النازحين سيضعهم أمام تحديات عسكرية، حيث سيتعرضون لعملية يسعى حزب الله لتنفيذها في الجرود لحسم الملف الأمني في المنطقة الحدودية مع سوريا".
ولفت المصدر الى أن الحزب "يعتبر أن تلك المخيمات تشكل قلقاً وتضم مسلحين يترددون إلى عائلاتهم الموجودة في المخيمات".
من جهته, أكد مصدر سوري في عرسال للصحيفة أن" المسلحين يرفضون التسوية مع النظام السوري, والمقترحات المرتبطة بترحيل المقاتلين إلى الشمال السوري, ويريدون البقاء في الجرود، أملاً في أن تتغير الظروف الميدانية ويعودون إلى قرى وبلدات القلمون السوري التي نزحوا منها".
وكانت "الهيئة الشرعية واللجنة المدنية" في وادي حميد بمنطقة عرسال اللبنانية، أعلنت شباط الماضي، أنها تدرس عرضا قدمه "حزب الله" اللبناني، من أجل عودة المهجرين في لبنان إلى بعض قرى القلمون.
وتضم مخيمات عرسال قرابة 80 ألف لاجئ سوري، 20 ألف منهم من أهالي القلمون، حيث يتوزع اللاجئون على مخيمات عدة في البلدة، إضافة لقرابة 40 ألف لاجئ في مخيمات تقع في جرود البلدة.
وأشار المصدر السوري الى أن "الكثير من المقاتلين في القلمون تخلوا عن أسلحتهم إثر تمدد "داعش" إلى المنطقة، وتركوا القتال وعادوا مدنيين إلى مخيمات اللاجئين".
وينقسم المسلحون في جرود عرسال الحدودية مع سوريا إلى مسلحي "داعش" الذين لا تضمهم أي تسوية، وهؤلاء يرصد الجيش اللبناني تحركاتهم ويقصف مواقعهم باستمرار .
أما القسم الثاني فهم عناصر تنظيم "جبهة النصرة"الذين يتركز وجودهم في المنطقة المقابلة لبلدة عرسال، وسط مساعي لإخراجهم من المنطقة إلى الشمال السوري,أما القسم الثالث، فهم عناصر تنظيم "سرايا أهل الشام" التابع "للجيش السوري الحر" ويقدر عددهم بالمئات.
سيريانيوز