قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف, يوم الأربعاء, أن موسكو مستعدة لاستخدام حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار غربي حول سوريا في حال طرحه من دون مشاورات مسبقة.
ونقلت وكالة (نوفوستي) عن غاتيلوف، قوله للصحفيين في بروكسل أن "العمل على مشروع القرار الأممي في مجلس الأمن بشأن سوريا، بدأ لتوه، الأربعاء في نيويورك، ودول دائمة العضوية تجري مشاورات حوله.. من الصعب الحديث إلى ماذا سيصلون.. لكن المشروع على صيغته الحالية غير مقبول للأسباب التي ذكرت اليوم في بيان وزارة الخارجية الروسية".
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت, الأربعاء, أن موسكو ترفض مشروع قرار طرح في مجلس الأمن الدولي لأن هذا المشروع منحاز ويوجه اتهامات إلى دمشق, موضحةً أنه من الممكن أن يؤدي يؤدي إلى تأجيج الوضع المتوتر في سوريا وكذلك في المنطقة بأكملها.
وأضاف غاتيلوف "سيتبين خلال هذه المشاورات الجارية الآن قدر المرونة الذي يمكن أن يظهرها شركاؤنا.. الغربيون يسعون عمدا لتسريع هذه العملية بأسرع وقت ممكن لاتخاذ القرار.. هم كما فهمت، يريدون لو أنهم يتخذوا القرار اليوم، وربما غدا".
وتابع "لكن مثل هذه الأمور لا تمر بسرعة في مجلس الأمن، هم بطبيعة الحال، يمكن أن يضعوا المشروع للتصويت دون مشاورات، لكنه واضح أنهم في هذه الحالة سيحصلون على فيتو قاطع على ذلك".
ووضّح غاتيلوف أنه "في حال كانوا مهتمين فقط بدفعنا على وجه الخصوص إلى الفيتو، فهذا قرارهم وأجندتهم السياسية، أما في حال كانوا يرغبون في البحث عن مخرج من هذا الوضع يرضي جميع الأطراف، وإجراء تقييم موضوعي، فهذا شأن آخر, لذلك، من المبكر الحديث في هذه اللحظة كيف ستنتهي المشاورات".
وأكد أن "المهمة تتمثل في أنه إذا كانت هناك رغبة حقيقية لإيجاد الحقيقة، فيجب إيفاد بعثة خاصة للتحقيق.. ويجب أن تكون هذه البعثة متوازنة التركيب ويجب أن تقدم تقييمات موضوعية.. المشروع الغربي بشكله الحالي مشحوذ بإدانة مسبقة للحكومة السورية على ما حدث في إدلب ".
وقدمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، مشروع قرار في مجلس الأمن للتنديد بالهجوم الكيميائي في محافظة إدلب السورية، حيث من المتوقع أن يعرض مشروع القرار على التصويت اليوم.
وذكرت وسائل إعلام أن مشروع القرار يفرض على النظام السوري "أن يقدم للجنة تحقيق دولية خطط الطيران والسجلات ليوم الثلاثاء بالإضافة إلى أسماء جميع قادة سرب طائرات الهليكوبتر والسماح بدخول القواعد الجوية التي يعتقد المحققون أنها ربما استخدمت لشن هجمات باستخدام أسلحة كيميائية".
وقال المندوب الروسي في مجلس الأمن فلاديمير سافرونكوف, في الجلسة الطارئة التي انعقدت بشأن الهجوم الكيماوي على خان شيخون, الأربعاء, أن "استخدام الأسلحة الكيميائية غير مقبول من أي طرف وتحت أي مبرر"، مشيراً إلى أن "الحكومة السورية طلبت إرسال لجنة تقصي حقائق".
وسقط عشرات القتلى وأصيب العديد من الأشخاص بينهم نساء وأطفال بحالات اختناق, يوم الثلاثاء, جراء شن غارات محملة "بالغازات السامة" على مدينة خان شيخون في ريف إدلب, في حادثة وصفتها مصادر معارضة "بالمجزرة", متهمة طائرات الجيش النظامي بالمسؤولية عن ذلك.
سيريانيوز