وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الأربعاء، المفاوضات مع واشنطن حول سوريا بأنها "جلسات عديمة الجدوى"، معرباً عن أمله في انتهاء معارك حلب خلال يومين أو ثلاثة.
وقال لافروف في كلمة ألقاها أمام المشاركين في منتدى "الحوار من أجل المستقبل" في موسكو "أعول على أن ينهي المسلحون في حلب المقاومة خلال يومين أو ثلاثة أيام. وهؤلاء الذين سيرفضون ذلك.. فإنه خيار خاص بهم".
وقال لافروف إن الجانب الروسي يجري محادثات مع كافة الجماعات المسلحة الموجودة "على الأرض" باستثناء تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيين، مضيفا أن "روسيا تجري كذلك حوارا مع كافة دول المنطقة، وأن التعاون مع تركيا حول سوريا يمكن أن يكون أكثر فعالية".
ونفى وزير الخارجية الروسي في ذات الوقت أن تكون موسكو تجبر المدنيين على الخروج من حلب.
وأكد لافروف أهمية المبادرة لوضع قائمة موحدة للمنظمات الإرهابية، داعيا إلى تعزيز التعاون بين الاستخبارات والسياسيين والعسكريين من أجل إنشاء منظومة لتبادل المعلومات.
وأضاف "فتحنا ممرات إنسانية يخرج عشرات الآلاف من المدنيين عن طريقها من هناك ويحصلون على مساعدات إنسانية. كما فتحت ممرات للمسلحين، واقترحنا عليهم الخروج طوعا، وقدمنا لهم ضمانات أمنية لكي يخرجوا".
وقال الوزير الروسي إن الأهم الآن "إنهاء كارثة حلب" رغم أن خروج المسلحين يعني أنهم سينتشرون في مناطق أخرى.
ويأتي كلام الوزير الروسي، عقب التوصل الى اتفاق مع مجموعات معارضة في شرق حلب، على الخروج من المدينة، الا ان تبادلاً للاتهامات بخرق الاتفاق عرقل تنفيذه وأجل عملية الإجلاء المتفق عليها.
وعن المفاوضات مع واشنطن، قال لافروف إن موقف واشنطن في المفاوضات مع روسيا بشأن سوريا يعتمد على رغبتها في تجنيب "جبهة النصرة" الضربة، واصفا هذه المفاوضات بأنها "جلسات عديمة الجدوى".
وتابع لافروف "نحافظ على الاتصالات (مع واشنطن)، إلا أنه لدى توصلنا إلى اتفاق ما، تتراجع الولايات المتحدة كل مرة عن الاتفاقات التي قد تم التوصل إليها. وحدث ذلك في ايلول وفي بداية كانون الاول".
وأضاف: "إنهم (الولايات المتحدة) لا يزالون يمتنعون بكل الطرق عن استهداف مسلحي (جبهة النصرة)، أي أن ذلك يعني أنه بعد تكوين (القاعدة) و (داعش) يساعد الأمريكيون الآن عن قصد أو دون قصد لخلق تنظيم همجي آخر سيقوم بتنفيذ أعمال إرهابية بشعة عشوائيا في كل أنحاء العالم".
وسبق لموسكو ان اتهمت الدول الغربية بالسعي إلى تجنيب "جبهة النصرة" الضربات الموجهة إليها في سوريا، معتبرة أن "فشل" الولايات المتحدة بفصل المعارضة السورية المعتدلة عن "الإرهابيين" يعرقل "اتفاق السلام" بسوريا.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن كل الدعوات الخاصة بضرورة وقف إطلاق النار في سوريا تهدف فقط إلى السماح للإرهابيين بالاستراحة، قائلا "لا يطالب أحد في العراق أو ليبيا وخاصة في اليمن بوقف القتال فورا والالتزام بالهدنة الكاملة خلال أسبوع أو أسبوعين قبل الجلوس حول طاولة المفاوضات، إلا أنهم يطالبون بذلك في سوريا".
ورفضت روسيا عدة مرات مطالبات دولية وعرقلت صدور قرار في مجلس الأمن بوقف اطلاق النار في سوريا، حيث ترى أن اي وقف لإطلاق النار هو فرصة للمسلحين لإعادة ترتيب صفوفهم.
يشار الى ان روسيا بدأت عملية عسكرية في سوريا منذ ايلول 2015 دعماً للجيش النظامي، ساهمت بتغيير ميزان القوى على الأرض وتقدم النظامي على حساب المعارضة وتحديدا في حلب.
سيريانيوز