أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس، أن موسكو لا تنوي التدخل في شؤون سوريا، لكنها تسعى لضمان استقرار السلطة الشرعية والقضاء على الارهاب.
وقال بوتين خلال لقاء أجراه مع ضباط الأسطول الشمالي الروسي الذين شاركوا في مهمات عسكرية قبالة سواحل سوريا، إن "الوضع في سوريا معقد وكلما كان انتقال البلاد إلى تسوية سياسية سريعا، كلما ازدادت فرص المجتمع الدولي للقضاء على عدوى الإرهاب في أرض سوريا، وهي مصلحتنا الحيوية".
وأضاف بوتين "لكننا لن نتدخل في شؤون سوريا الداخلية، ولا يجب أن نفعل ذلك، وليس هذا هدفنا، فكل هدفنا هو ضمان استقرار السلطة الشرعية وتوجيه ضربات قاضية إلى الإرهاب الدولي، وهذه هي نقطة انطلاقنا في بلورة أهدافنا".
ونوه بوتين "نحن نعرف سوريا كدولة علمانية متعددة القوميات والطوائف الدينية. باتت هكذا على مدار عقود طويلة، وكان ذلك ضمانا لوحدة أراضي هذه البلاد. وهذا ما سنسعى إليه، مع أن القرار الحاسم يعود إلى السوريين أنفسهم".
وشدد الرئيس الروسي على ضرورة عمل ما يمكن عمله لمنع أي تدخل خارجي في سوريا لدى حل مسألة الحفاظ على وحدة أراضي البلاد.
وأوضح بوتين خلال لقاء أجراه مع ضباط الأسطول الشمالي الروسي الذين شاركوا في مهمات عسكرية قبالة سواحل سوريا، إن أداء ضباط البحرية الروسية كبد المسلحين الإرهابيين في سوريا خسائر جسيمة، ما أسهم في تهيئة الظروف لمواصلة المفاوضات بين المعارضة والحكومة السورية.
وتواجه موسكو اتهامات من قبل أطياف من المعارضة السورية وعدة دول ومنظمات حقوقية باستهداف طيرانها مواقع للمعارضة المعتدلة و أحياء سكنية في عدة مناطق سورية, الأمر الذي نفته موسكو, مؤكدة أنها تستهدف "جماعات متطرفة" منها داعش, وجماعات ”ارهابية“ أخرى تحددها مع الجانب السوري.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن "مهمة قطعات البحرية الروسية قبالة سواحل سوريا جرت في ظروف معقدة بسبب محاولات بعض شركائنا المزعومين لعرقلة جهودنا في مواجهة الإرهاب الدولي بدلا من أن يساعدونا".
كما أكد بوتين أن "ضباط البحرية الروس نجحوا في أداء مهامهم العسكرية التي جربت فيها ولأول مرة أنواع مستحدثة من الأسلحة، بما فيها النسخة البحرية من طائرة "ميغ-29" وأسلحة شديدة الدقة".
ووافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا على قانون يصادق على اتفاق مع النظام السوري لنشر قوات روسية في سوريا إلى أجل غير مسمى، ما يعزز التواجد الروسي الطويل الأمد في البلاد.
ولفت الرئيس الروسي إلى أن "أعدادا هائلة من المسلحين المنحدرين من الجمهوريات السوفيتية السابقة، ومن روسيا نفسها، تراكموا في أراضي سوريا"، موضحا أن "معطيات الاستخبارات تشير إلى وجود حوالي أربعة آلاف مسلح جاؤوا من روسيا، ونحو خمسة آلاف آخرين جاؤوا من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة، في سوريا".
وتابع "إذا أخذنا بعين الاعتبار عدم وجود تأشيرات دخول بيننا وبين كل دول الاتحاد السوفيتي السابق تقريبا، فيتضح لنا مدى الخطورة التي يمثلها بالنسبة إلى روسيا، وجود حاضنة الإرهاب هذه في أراضي سوريا"، الأمر الذي يجعل أداء البحارة العسكريين الروس بعيدا عن أرض وطنهم مساهمة مباشرة في صون أمن روسيا الاتحادية.
وحقق الجيش النظامي في الاونة الاخيرة تقدما وسيطر على مناطق ومواقع كثيرة في سوريا, بمساندة الطيران الروسي, حيث ساعد التدخل العسكري الروسي الذي بدأ في سوريا أيلول الماضي، على تحويل دفة الحرب لصالح الجيش النظامي بعد أشهر من مكاسب حققتها فصائل معارضة.
سيريانيوز