أعرب البيت الأبيض, يوم الخميس, عن استعداده لدعم تحقيق لوصف التجاوزات التي ارتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا والعراق بـ"الإبادة".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية (ا ف ب) عن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست ,قوله أن "الولايات المتحدة ستتعاون ببذل جهود مستقلة للتحقيق في وقوع إبادة" , مضيفا أن "واشنطن ترغب في مساعدة المحكمة الجنائية الدولية لجمع الأدلة".
وقال وزير الخارجية جون كيري, في وقت سابق من يوم الخميس, أن تنظيم الدولة الإسلامية ارتكب إبادة جماعية ضد أقليات مثل المسيحيين واليزيديين وكذلك المسلمين الشيعة في نتيجة لن تغير على الأرجح من السياسة الأمريكية تجاه التنظيم.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر قال ,يوم الأربعاء, أن "الاعتراف بوقوع إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية في دولة أخرى لا يترتب عليه بالضرورة أي التزام قانوني محدد على الولايات المتحدة."
وتصور مقاطع الفيديو التي ينشرها التنظيم عمليات القتل الوحشي ضد من يقف في طريقه, ومن هذه العمليات قطع رؤوس الضحايا وقتلهم بالرصاص وتفجيرهم وإغراقهم في أقفاص يتم إنزالها في أحواض سباحة مع تثبيت كاميرات تحت الماء لتصوير معاناتهم.
ولم تطلق الإدارة الأمريكية على أي وقائع وصف الإبادة الجماعية منذ عام 2004 عندما قررت أن إبادة جماعية وقعت في دارفور وأن حكومة السودان مسؤولة عنها.
واستولى مسلحو تنظيم "داعش" على مناطق واسعة من العراق وسوريا في الأعوام القليلة الماضية بهدف تأسيس خلافة في قلب العالم العربي , ويطبق التنظيم في تلك المناطق قوانين متشددة وأعمال قمع بحق السكان مما أثار مخاوف الدول الغربية من وصول المد الإرهابي إلى مجتمعاتهم وتهديد أمنها.
ويشن التحالف الدولي غارات جوية بشكل متواصل على مواقع وأهداف لداعش في سوريا والعراق, حيث رجحت تقديرات الشهر الماضي بمقتل أكثر من 26 ألف عنصر من "داعش" منذ بدء غارات التحالف عام 2014 على معاقل للتنظيم, في سوريا والعراق, بحسب مسؤول أمريكي, وذلك في ارتفاع ملحوظ في عدد قتلى التنظيم نتيجة الغارات.
وتقود الولايات المتحدة منذ عام 2014، حلفاً دولياً يضم أكثر من 60 دولة، لمحاربة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق, حيث أعلن التحالف الدولي مطلع العام الحالي أن الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم في سوريا تقلصت بنسبة 20% خلال عام 2015, كما بدأت روسيا في أيلول الماضي بشن غارات جوية ضد التنظيم في سوريا.
يشار إلى أن هدنة "وقف الأعمال القتالية" الذي دخل حيز التنفيذ في سوريا بـ 27 شباط الماضي, استثنى كلاً من تنظيمي "داعش" و "جبهة النصرة" المدرجتان على قوائم الإرهاب العالمية, وذلك بعد ساعات من تبني مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 2268 الداعم لوقف إطلاق النار في سوريا وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، واستئناف مفاوضات جنيف بين السوريين، والذي صادق على اتفاق روسي– أمريكي مشترك بشأن وقف "الأعمال العدائية" في سوريا.
سيريانيوز