نقض الفرض.. بقلم : حسين اسماعيل

نقض الفرض رياضياً بإختصار هو أن تبرهن على صحة الشيء بإثبات عدم منطقية غيره من حلول ..

مثال رياضي : "المستقيمان العموديان على مستقيم ثالث متوازيان "

 

نظرية مُسلم بها ويمكن إثباتها بالمبدأ الذكور أعلاه اي أنه لو فرضنا أنَّ المستقيمان العموديان على مستقيم ثالث سيلتقيان في نقطة ما وعلى أساس أنهم سيلتقيان فسوف يشكلان مثلث نتيجة تشكل ثلاث رؤوس ولكن سيكون لدينا ثلاث زوايا أثنتين منهم مجموعهما ١٨٠ درجة ومع أضافة الثالثة سيغدو المجموع أكثر من ١٨٠ درجة وهذا غير صحيح بالعودة إلى أنَّ مجموع زوايا أي مثلث هي ١٨٠ 

 

وبذلك يأخذك نقض الفرض الذي اتبعته إلى إثبات أنَّ المستقيمان متوازيان لعدم منطقية الفرضيات الآخرى ...

على المبدأ المذكور أعلاه يمكنك فلسفة المفاهيم الآخرى بإتباع الأسلوب الرياضي بصيغة فلسفية ..

 

الله موجود وعدله آتٍ لا محالة ...نظرية تتحد بها جميع الديانات السماوية بأختلاف تعريفاتهم وطرق عبادتهم وحتى الغير سماوية إذا بحثت بها ستجد المفهوم ذاته بأشكال مختلفة ..

 

ماذا لو برهنا على ذلك بالطريقة ذاتها ..

عدم وجودية الله يؤدي إلى نفي السلطة الحاكمة الفاعلة ومع سقوط المبدأ ستسقط أخلاقيات المجتمع وستغدوا مبررة فالعيش في حياة عبثية منتهية الصلاحية بعد فترة من الزمن سيبرر للكثيرين أفعالهم اللا أخلاقية ..

 

غياب العدل النهائي أي أنه سيتساوى في النهاية من كان يعيش حياته فاسداً ..قاتلاً..مع الشخص الآخر الذي يمتلك صفات الصدق والتسامح والصلاح ..فالكل سيغدو جثة متعفنة لا أكثر حسب هذه الفرض ..

 

يمكنك ولإثبات ذلك تقديم الكثير من الأمثلة الواقعية وكلها ستقودك إلى صحة النظرية بأن الله موجود لعدم فعالية الفرضية الآخرى بديهياً ..

 

وإن كان المثل السابق وقد جعلناه وعلى حسب قول ل افلاطون *الله أعظم الموجودات * إن كان هنا مسموحاً فلا ضير إذ نعتمده في أي شيء آخر... اشخاص ..كيانات ..مجتمعات..نظريات وغيرها..

 

أغلب الناس اليوم تستخدم هذه النظرية الرياضية في الواقع السوري ولكن بشكل خاطئ فهي تنقض الفرض أولاً ولكن دون الوصول إلى صحته آخراً..

 

تقول لأحدهم لماذا لا يتم ضبط عمليات القتل والترويع فيجيب وهل في السابق كان يحدث ذلك ..تناقشه لماذا لا يتم تعيين ناس من أطياف آخرى وخلفيات متعددة في مراكز القرار فيقول لك وهل كان قبل هذا يتم تعيين ناس أصحاب خلفيات مختلفة ويحملون وجهات نظر متباينة ..تقول له لماذا لا يتم إصدار نشرات بأسماء الناس المطلوبة وعلى أساس ذلك يتم التعامل معها دون إدخال الأبرياء في الأمر ..سيرد عليك وهل كان في العهد السابق تمييز بين البريء والظالم....تسأله لماذا لا يخرج الناس الأجانب من داخل سوريا أو تحييدهم من المشهد تجنباً لعدم القدرة على التفاهم معهم ..فيقول وهل فعل ذلك من قبلنا مع الروس والايرانيين وغيرهم....

 

وهكذا يستمر النقاش من غير التوصل إلى صحة شيء ولا أثبات شيء سوى العدم والعدم فقط ...وللعدم كما غيره من أسمه نصيب لن تجد فيه غيره... عدمٌ داخل آخر حتى اللانهاية ولكن بالأتجاه السالب على محور أحداثيات الأمل ...

 

 

---------------------------------------------------------------

*الاراء الواردة في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع

*ارسل مساهمتك على الايميل [email protected]