استهداف الجيش النظامي من قبل التحالف الدولي في دير الزور "انتهاك صارخ"
دعا وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف, يوم الأربعاء, الى إجراء "تحقيق مستفيض ومحايد" في حدثة القصف على قافلة المساعدات الإنسانية بالقرب من حلب. مشيرا الى ان "الهجوم حصل على اراضي تسيطر عليها الفصائل المعارضة".
ونقلت وكالات انباء عن لافروف قوله, في إفادة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة, إن استهداف القافلة تم على الأراضي التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة", داعيا إلى "فتح تحقيق بهذا الشأن".
وكان لافروف أكد, في وقت سابق اليوم, أن الطيران السوري لم يكن قادرا على قصف قافلة المساعدات الإنسانية في حلب، لأن القصف جرى ليلا عندما لا يقوم الطيران السوري بطلعات.
وسقط قتلى وجرحى, بينهم مدير مركز الهلال الاحمر السوري وعدد من الموظفين والمتطوعين الآخرين يوم الاثنين، جراء قصف جوي استهدف قوافل المساعدات الانسانية في منطقة اورم الكبرى بريف حلب الغربي, في حادثة وصفتها مصادر معارضة "بالمجزرة" وسط اتهامات للجيش النظامي وسلاح الجو الروسي بارتكابها, الامر الذي نفته الحكومة السورية وموسكو.
واسفرت الحادثة عن تعليق الهلال الأحمر السوري كافة انشطته في حلب لثلاثة أيام احتجاجا على قصف قافلة المساعدات, كما قررت الأمم المتحدة تعليق كل قوافل المساعدات الى سوريا.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت أنها غير قادرة على تحديد ما اذا كانت القافلة قرب حلب تعرضت لهجوم أم قصف جوي.
من جانب آخر, قال لافروف إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة مشتركة مع الولايات المتحدة في التاسع من أيلول "لن يكون ممكنا تنفيذه إلا بنهج شامل يتضمن خطوات متزامنة من جانب جميع الأطراف الضالعة في الحرب , وإلا فإن شيئا لن يحدث. ولن يكون هناك أي وقف للقتال من جانب واحد".
واتهم لافروف الفصائل المعارضة "بعدم الوفاء بالتزامتها بسحب قواتها من طريق الكاستيلو"، موضحا أن الأولية في التسوية السورية هي فصل المعارضة عن إرهابيي "داعش" و"النصرة".
وتتبادل موسكو وواشنطن الاتهامات بعدم الالتزام بتنفيذ الاتفاق حول الهدنة في سوريا، حيث تقول موسكو ان واشنطن لم تف بوعودها في المساعدة بفصل المعارضة عن الإرهابيين في البلاد, في حين تتهم الاخيرة الروس بعدم الالتزام باتفاق الهدنة , من خلال شن ضربات بالتعاون مع النظام السوري في عدة مناطق خاضعة تحت سيطرة المعارضة المعتدلة.
وأضاف لافروف "واشنطن ابلغتنا بتسجيل اكثر من 300 انتهاك من قبل المعارضة السورية".
وكانت هيئة الاركان الروسية وثقت, يوم الاثنين الماضي, عدد الخروقات التي ارتكبتها المعارضة في سوريا , حيث وصل الى " 300 ومرتين منذ سريانها، كما اشار الجيش النظامي الى ان عدد خروقات المعارضة بلغت 300 خرقا في مختلف المناطق.
ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في سوريا أول ايام عيد الاضحى ,يوم الاثنين الماضي, تنفيذاً لاتفاق أميركي روسي في محاولة جديدة لإنهاء النزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من خمس سنوات, واستمر اسبوعا, في وقت تبادلت القوات النظامية ومصادر معارضة مراراً, الاتهامات بخصوص "خرق نظام الهدنة", حتى اعلن الجيش النظامي الاثنين عن انتهائها, لكن واشنطن اعلنت ان ان نظام وقف النار "مستمر" و"لم يمت" لكنه "هش".
واتفقت مجموعة "دعم سوريا", يوم الثلاثاء, على ضرورة استمرار وقف إطلاق النار في سوريا, بموجب الخطة الأمريكية الروسية, رغم استمرار العنف, مع الاقرار بصعوبة الفصل بين "جبهة النصرة" والمعارضة المعتدلة في سوريا.
وبخصوص استهداف الجيش النظامي من قبل التحالف الدولي في دير الزور، اعتبر الوزير أن الحادثة "انتهاك صارخ".
ونفذ طيران التحالف, بقيادة واشنطن, يوم الأحد, غارات على أحد مواقع الجيش النظامي في جبل الثردة بريف دير الزور, حيث اعلنت موسكو ان القصف اسفر عن مصرع اكثر من 62 جنديا واكثر من 100 جريح, مطالبة بتحقيق شامل, في حين اعربت واشنطن عن "اسفها", نافية "تعمدها" استهداف الجيش السوري.
سيريانيوز