المركزي يعرض 50 مليون دولار على مؤسسات الصرافة ..وميالة يقول الدولار الى هبوط
عُرض في جلسة تدخل علنية لمصرف سوريا المركزي يوم الثلاثاء، شريحة جديدة من القطع الاجنبي بقيمة 50 مليون دولار امريكي على جميع مؤسسات الصرافة المرخصة، وذلك بهدف بيعها للمواطنين والتجار بسعر يبلغ 383 ليرة للدولار، في وقت وصل فيه سعر الدولار لاعلى مستوى تاريخي امام الليرة السورية، ليقترب من عتبة الـ400 ليرة بالسوق السوداء.
وقال حاكم المصرف اديب ميالة، الذي عقدت الجلسة برئاسته وبحضور مؤسسات الصرافة المرخصة، ان المرونة في تعديل القرارات الحكومية واصدارها هو من متطلبات الظروف المتحولة للازمة التي تعيشها البلاد، وبالاخص القرارات التي تتعلق بحياة المواطنين ومن اهمها سعر صرف الليرة السورية، وهو ما دفع المصرف المركزي لادارة سعر الصرف بالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات الصلة كوزارة الاقتصاد والتجارة الداخلية.
وصرح ميالة عقب الجلسة، ان هناك معطيات تبين ان سعر الصرف سيتجه نحو الهبوط، خاصة "فى ظل الانتصارات التي يحققها الجيش السوري، والتي تعطي إيجابية نحو توجيه سعر الصرف للانخفاض"، موكدا ان الارقام المتداولة في بعض المواقع الالكترونية لسعر الصرف غير صحيحة لان هدفها "تاجيج السوق وافشال سياسة المصرف"، واوضح ان المصرف حتى الان يبيع الدولار الامريكي لتمويل المستوردات بسعر 354 ليرة سورية وهو اقل بـ 40 ليرة سورية.
وعن القرار رقم 703 الصادر عن وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية، الناظم للآلية الجديدة لمنح وتمويل إجازات الاستيراد، أكد ميالة أن القرار يوفر إطاراً مريحاً للمستوردين وقطاع الأعمال، لانه يحقق الاستقرار في أسعار السلع المستوردة والموضوعة في الاستهلاك المحلي بنتيجة تثبيت سعر صرف تمويل السلع الضرورية والأساسية والتي تشكل جزءاً كبيراً من إجمالي المستوردات علاوةً على سحب السيولة الزائدة بالليرات السورية والتي يستغلها العديد من المستوردين في المضاربة على الليرة السورية.
وأصدرت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية قرارا أخضعت بموجبه جميع المستوردين لايداع مبلغ بالليرات السورية بعد الحصول على الموافقة المبدئية للوزارة لاستيراد البضائع والسلع وقبل منح إجازة أو موافقة الاستيراد اللازمة.
وطمأن ميالة من جهة ثانية، المستوردين والمستهلكين حول توجه مصرف سورية المركزي للمحافظة على سعر تمويل المستوردات عند سعر صرف يقارب 353 ليرة سورية للدولار الأمريكي، وذلك بهدف الحفاظ على اسعار هذه السلع في السوق المحلية، وبالتالي دعم القوة الشرائية للمواطنين.
ووصل الدولار يوم الثلاثاء، لأعلى مستوى تاريخي له أمام الليرة ليقترب من عتبة الـ 400 ليرة بالسوق السوداء مسجلاً 398 ليرة للمبيع, بينما حافظ الذهب على ارتفاعه عند 12 ألف ليرة، في حين حدد مصرف سوريا المركزي السعر الوسطي للدولار مقابل الليرة بـ 343.49 ليرة للمصارف و 343.70 لمؤسسات الصرافة, بانخفاض ما يقارب الليرة عن يوم امس.
وعقد المصرف المركزي جلسة تدخل بداية الشهر كانون الاول الحالي، عندما وصل سعر صرف الدولار الى 384 ليرة للمبيع، كشف فيها حاكم المصرف اديب ميالة، عن "حزمة قرارات لتنظيم عملية الاستيراد وتحقيق استقرار بالأسعار" بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد.
واعلن حاكم المصرف المركزي أديب ميالة منتصف الشهر الماضي، بدء حملة موسعة لزيادة معروض القطع الأجنبي في السوق، والقيام بتنفيذ كافة الطلبات المقدمة من قبل شركات ومكاتب الصرافة لشراء القطع الأجنبي بسعر 365 ليرة للدولار، ما يعد إقرارا رسميا بالأسعار الجديدة، رغم إصرار مسؤولي السياسة النقدية في الحكومة بشكل مستمر على أنها "وهمية".