ارض السودان لامير تاج السر رحلة بين سحر جنية وواقع انسان ..
ماذا لو صادف الانسان منا جنية في الواقع الحقيقي ! .. ليس هذا وفقط بل استحوذت هذه الجنية على اهتمامه وسيطرت على عقله وملكت قلبه ... وحتى انه مضى معها في مشروع زواج .. ماذا ستكون النتيجة ..
امير تاج السر في روايته ارض السودان يدخلنا الى عوالم سحرية تروي قصة رجل انكليزي يجد نفسه نتيجة تحدٍ "صبياني" مدفوع للسفر من بريطانيا الى "مستعمرة" السودان في بداية القرن العشرين.
يركز الكاتب الذي عرضنا له رواية اخرى في هذا الباب ( منتجع الساحرات ) ، يركز في هذه الرواية على "الشخصية" لرسم المعالم العامة لمنطقة مصر والسودان ( والسودان خصوصا ) فيبدأ رحلته على قارب متجه الى الجنوب وعلى ظهر هذا القارب يلتقي بشخصيات ترافقه في رحلته وتفتح له ابواب الارض "الغامضة" حتى يصبح جزءا مندمجا فيها.
الرواية مشوقة ترسم تفاصيل واقع ارض السودان ولكن في جو من الفانتازيا التي تضفي على هذا الواقع سحرا خاصا.
لا يركز الكاتب لرسم معالم البيئة التي تجري فيها الاحداث على الجغرافيا والمكان ، بل على الشخصيات وطباع هذا الشخصيات وادوارها ، لتنسج عالما متماسكا على حد كبير يعيش فيه القارئ تفاصيل الرواية واحداثها.
يمكن ان أخذ على الرواية بانه ليس لها "قضية" واضحة .. لم استطع حقيقة ان اتلمس الرسالة التي اراد تاج السر ان ينقلها الينا في زحمة التفاصيل الكثيرة التي عرضها .. كما لم تأخذ كل الشخصيات دورها كاملا لتدخل في نسيج الحبكة وتندمج فيها، بل بقيت بعض هذه الشخصيات على الهامش معلقة في صور عابرة لم يفهم تماما ما هو الدور الذي اريد لها ان تلعبه ..
كذلك تعرض سياق مشاركة بعض هذه الشخصيات للانقطاع حيث شهدنا بداية دور فعال لها في بداية القصة ، فيما لم تنهي الاحداث هذا الدور ولم تطلعنا على مصير الشخصية التي بقيت معلقة في اخر ظهور لها منتظرة النهاية التي تجاهلتها ..
في جزئية مهمة من الرواية يكمن تحد يشكل محور من محاور الرواية الاساسية ، يتمثل في سؤال هل يروض بطل القصة جنية تعرف عليها ام تتغلب الجنية على البطل وتسيطر عليه بفعل سحرها .. هذا التحد الذي يقبض على القارئ في مساحة تشغل اكثر من نصف الرواية وتتركه مع نهاية مفاجأة .. يستحسن ان يترك لكم تقيمها وابداء الرأي فيها ..
مع تمنياتي بقراءة شيقة ومفيدة ..
نضال معلوف