بعد اعلان القدس.. ترامب يعد خطة سلام للشرق الأوسط
نقلت (رويترز) عن مسؤولين أمريكيين،قولهم إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد لنظيره الفلسطيني محمود عباس، ان هناك خطة سلام يجري إعدادها من شأنها أن ترضي الفلسطينيين.
وقال المسؤولون ان اتصالاً هاتفياً أجراه ترامب يوم الثلاثاء بنظره عباس، سعى من خلاله إلى تخفيف أثر إعلان القدس، بالتشديد على أن الفلسطينيين سيحققون مكاسب من خطة السلام التي يعكف على وضعها كوشنر والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون جرينبلات.
وأوضح مسؤولون إن "الإطار سيتناول كل القضايا الكبرى بما في ذلك القدس والحدود والأمن ومستقبل المستوطنات على الأراضي المحتلة ومصير اللاجئين الفلسطينيين، وسيطالب كذلك السعودية وغيرها من دول الخليج العربية بتقديم دعم مالي كبير للفلسطينيين".
وأردفت المصادر إن "ترامب أبلغ عباس، بأن مخطط السلام النهائي سيعرض على الفلسطينيين تسوية مهمة سترضيهم لكنه لم يقدم تفاصيل".
وقال مسؤول أمريكي كبير إن "ترامب أبلغ عباس أنه يريد بحث القضايا شخصيا ووجه له الدعوة لزيارة البيت الأبيض بيد أن توقيت الزيارة لم يتضح بعد."، مشيرا الى ان الخطة سيكشف النقاب عنها قبل منتصف العام المقبل.
ومن جانبه ذكر مسؤول فلسطيني أن "عباس رد على ترامب بالقول إن أي عملية سلام لا بد وأن تتمخض عن أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية."
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في حرب عام 1967 وضمتها لاحقا في خطوة لم تلق اعترافا دوليا.
ورغم إعلان الفلسطينيين أنه سيكون من الصعب على الولايات المتحدة العمل كوسيط نزيه بعد انحيازها الكبير لإسرائيل بشأن أحد أوجه الخلاف الرئيسية في الصراع، قال مسؤولو الإدارة إنهم يتوقعون ”فترة تهدئة“.
وتابع المسؤولون أن" ترامب أصر على أن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل لا يعني استباق نتيجة المفاوضات المستقبلية بشأن تلك القضية أو القضايا الأخرى بين الجانبين".
وأقر المسؤولون الأمريكيون بأن تحركات ترامب بشأن القدس قد تحد من تعاون دول عربية مثل، السعودية ومصر والأردن، تحاول الإدارة إشراكها في عملية السلام، لكن هناك حجج من وجهة نظرهم تدعم عودة واشنطن لرعاية عملية السلام، أهمها رغبة في العالم العربي بإبقاء ترامب مشاركا في مواجهة إيران وقتال مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية وبالتالي لن يظل على الأرجح بعيدا لفترة طويلة عن جهود حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
إضافة إلى أن " الفلسطينيين في موقف ضعيف لدرجة أنه لن يكون أمامهم في آخر الأمر خيار سوى مواصلة المشاركة في مساعي السلام التي تقودها الولايات المتحدة" من وجهة نظر مسؤول أمريكي.
وأضاف المسؤول أن "من الحجج الأخرى التي من المرجح أن يسوقها معاونو ترامب للفلسطينيين أن الرئيس الأمريكي باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل قد يكون الآن أكثر قوة في طلب تنازلات لاحقا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو."
واعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء بالقدس عاصمة لإسرائيل، مخالفاً نهج السياسة الأمريكية المتبع من عشرات السنين، مهددا جهود السلام في الشرق الأوسط ومثيرا استياء العالم العربي وحلفاء غربيين على حد سواء.
وانتقد حلفاء مقربون من واشنطن، بينهم فرنسا وبريطانيا، تحرك ترامب. ودعا البابا فرنسيس لاحترام الوضع القائم للمدينة بينما عبرت الصين وروسيا عن قلقهما.
ودعت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) إلى التخلي عن جهود السلام والبدء بانتفاضة جديدة ضد اسرائيل، الأمر الذي أيده الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله في خطابه مساء الخميس.
ودعت الفصائل الفلسطينية إلى "يوم غضب" يوم الجمعة فيما خرجت موجة من الاحتجاجات يوم الخميس في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وتسببت في اشتباكات بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية.
وتعتبر إسرائيل القدس بالكامل عاصمتها الأبدية. ويريد الفلسطينيون الشطر الشرقي من المدينة، الذي احتلته إسرائيل في حرب عام 1967 وضمته فيما بعد في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، عاصمة لدولتهم في المستقبل. ولا توجد لأي دول أخرى سفارة هناك.
سيريانيوز