كتاب نادر يكشف .. تفاصيل آخر المعارك العظيمة للسيطرة على القدس

البارحة كان يوم الاحتفال بيوم القدس، في إشارة الى ضياع هذه المدينة من أيدينا.وصادف أني كنت اعمل على توصيف كتاب في أرشيفي ، كتاب نادر يظهر تفاصيل المعركة الأخيرة التي سيطرت فيها بريطانيا على المدينة في العام 1917.

البارحة كان يوم الاحتفال بيوم القدس، في إشارة الى ضياع هذه المدينة من أيدينا.

وصادف أني كنت اعمل على توصيف كتاب في أرشيفي ، كتاب نادر يظهر تفاصيل المعركة الأخيرة التي سيطرت فيها بريطانيا على المدينة في العام 1917.

هذا الكتاب (A Brief record of the advance of the Egyptian expeditionary force.) يعرض بالتفاصيل لمعركة ملحمية كبيرة جرت خلال الحرب العالمية الأولى تحديدا في العام 1917 بين الجيش العثماني، حيث كانت القدس وفلسطين جزءا من الدولة العثمانية وبين الجيش الانكليزي والمرتزقة المرافقة له للسيطرة على المدينة.

والحملة بدأت منذ بداية العام 1917 ، حيث تحركت القوات البريطانية مدعومة بمرتزقة نيوزيلاندية واسترالية وهندية من سيناء مصر باتجاه جنوب فلسطين.

وبحسب الخرائط المنشورة فقد كانت معركة طويلة دامية دافع فيها الجيش العثماني باستماتة عن المدينة، بحسب الكتاب الانكليزي والذي توثقت من معلوماته من خلال العديد من التسجيلات الوثائقية الصادرة في استراليا وبريطانيا.

يوثق الكتاب لثلاث معارك كبيرة على خط جنوب فلسطين ( غزة بئر السبع ) استلزم 9 أشهر لكسره والتقدم باتجاه القدس.

انسحب الجيش العثماني ليشكل خط دفاع عن القدس في الشهر العاشر من العام 1917 ، واستمرت المعركة التي كان الجيش البريطاني متفوق بالعدد والعتاد على الجيش العثماني فيها لمدة 40 يوما كاملة.

قتل في المعركة 18000 جندي من الجيش البريطاني قبل ان يتمكن اللنبي القائد الانكليزي المعروف من دخول المدينة في الحادي عشر من شهر كانون الاول من العام ذاته.

ورغم ان المعارك كانت ضمن الحرب العالمية بين دول الحلفاء والمحور التي كانت الدولة العثمانية منها ، فان تسويق هذا الانتصار والاعلان عنه كان بحسب ما نشر في الصحف والتسجيلات الوثائقية بأنه استعادة للمدينة من أيدي المسلمين وهدية عيد الميلاد للعالم الغربي.

هنا لا بد من الاشارة الى ان الدولة العثمانية كانت في اسوأ حالتها بعد عقود طويلة من الضعف وخسارة اراضيها بالتتالي عبر حروب متعددة، وكذلك كان اختيارها التحالف مع ألمانيا وخسارة الحرب العالمية الأولى سبباً اساسياً في انهيارها.

ولكن أيضا لا بد أن نشير الى دور الشريف حسين والجيش العربي في ترجيح كفة الانكليز والقيام بدور من الصعب قياس نسبة مشاركته في خسارة القدس.

هذا الدور كان اختيار قوات ما عرف باسم "الثورة العربية" المكونة من جيش مدعوم كليا من قبل الانكليز بمحاربة الدولة العثمانية، وهذا اثر كثيرا على معركة القدس.

أثّر من خلال حرمان الدولة العثمانية من استقدام قواتها في الجزيرة التي انشغلت بالدفاع عن الأراضي هناك في مواجهة القوات العربية المدعومة من بريطانيا ، ومن خلال حرمان الجيش العثماني من الدعم العربي المتوقع للدفاع عن المدينة المقدسة.

كان الشريف حسين قد صدق وعود الانكليز لدعمه لإقامة دولة عربية على الأراضي التي سيطر عليها الحلفاء وتنصيبه ملكا عليها.

صدق الى درجة انه أرسل برقية تهنئة للانكليز بمناسبة سقوط المدينة بأيديهم.

المدينة التي لم تعد بعدها أبداً لا للمسلمين ولا لأهلها المنتمين الى جميع الأديان من الفلسطينيين .

 

نضال معلوف

 

 

09.05.2021 01:35