جياع يأكلون الأعشاب في مضايا.. مشاهدات موظف اممي خلال توزيع المساعدات في مضايا
كانوا يبحثون عن شيء يأكلونه بيأس بينما كنّا نفرغ السيارات، الأطفال وجميع المحتشدين حول السيارات يطلبون الحصول على أي شيء (للأكل)... رأينا الوضع "اليائس بوضوح"، هكذا وصف موظف أممي الحال في بلدة مضايا المحاصرة.
وصلت أولى قافلات الإغاثة إلى البلدة التي لا تبعد عن دمشق سوى 45 كم، بعد حلول الظلام.، لتجد السكان العالقين بسبب الصراع يقاسون للبقاء على قيد الحياة، اضطروا لتناول الأعشاب خلال أزمة إنسانية "مروعة"، صدمت حالهم العاملين في مجال الإغاثة.
وعن ذلك تحدث ممثل المفوضية في سوريا سجاد مالك الذي كان على متن قافلة المساعدات الاولى التي دخلت البلدة في تقرير للمفوضية أن "ما تبقى من المؤن القليلة من المواد الغذائية في البلدة كانت تُباع بأسعار خيالية – إذ بلغ سعر كيلو الأرز 300 دولار أميركي"، مضيفا "أُفيد بأن شخصاً باع دراجة نارية للحصول على خمسة كيلوغرامات من الأرز نظراً إلى عدم وجود الطعام".
وشاركت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في قافلة مؤلفة من أكثر من 40 شاحنةً سلّمت المساعدات "المنقذة للحياة" من مواد غذائية وبطانيات، خلال الليل، لآلاف الأشخاص المحاصرين في مضايا حيث حُوصر أكثر من 40,000 مدني في أوضاع مزرية ولم يحصلوا على المساعدات منذ حوالي ثلاثة أشهر، بحسب المفوضية.
وتابع مالك أن الشاحنات الـ4 الأولى دخلت إلى البلدة في 11 من الشهر الجاري بعد فترة قصيرة من حلول ظلام وعلى الفور، أحاط بها حشد من الأطفال والبالغين المرتجفين الذين ظهرت عليهم علامات سوء التغذية بشكل واضح.. طلبوا بيأس الحصول على المواد الغذائية، شعرنا بالخوف الشديد، فمعظمهم لم يأكلوا الخبز أو الأرز أو الخضار منذ فترة من الوقت. وكانوا يبحثون عن شيء يأكلونه بيأس بينما كنّا نفرغ السيارات... وكان الأطفال وجميع المحتشدين حول السيارات يطلبون الحصول على أي شيء (للأكل)... رأينا الوضع اليائس بوضوح."
وأردف مع هذه الشاحنات كلها، ستدعو الحاجة إلى قافلة أخرى من المساعدات، فالمواد الغذائية والأدوية ستنفد في غضون شهر. فما رأيناه في مضايا يجب ألا يحدث في أي مكان في هذا القرن، ويجب ألا يحدث الآن".
من جانبها وصفت ممثلة منظمة الطفولة التابعة للامم المتحدة (اليونيسف) في سوريا الحشود التي قابلتهم لدى وصول قافلة إنسانية لبلدة مضايا منظر الحشود التي قابلتها هناك بأنه شيء"يوجع القلب"، منظرا لم أشهد مثله من قبل"..احتضنتني أم لستة أطفال وهمست في أذني: "لقد فقدت لتوي ابني الأكبر الذي احتضر جوعا، كان في السابعة عشر من عمره، رجاء ساعديني أن أبقى الخمسة الباقين على قيد الحياة".
بدوره قال الطبيب حسام برادعي وخو مسؤول برنامج الصحة والتغذية في اليونيسف في البعثة التي قادتها جمعية الهلال الأحمر العربي السوري بشكل مشترك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعدد من وكالات الأمم المتحدة الأخرى كان معي تفاحة في حقيبتي، حملتها معي في حال جعت خلال الرحلة، أعطيتها للطفلة الصغيرة". ويضيف "لم يأت الأطفال فقط طالبين الطعام، ولكن الكبار أيضا كانوا يقصدوننا ليسألوا ’هل معكم ما نأكله؟‘ حطم هذا المشهد قلبي".
وأعلنت الأمم المتحدة، في وقت سابق اليوم تسليم دفعة ثالثة من المساعدات إلى بلدات الزبداني ومضايا بريف دمشق وكفريا والفوعة بادلب، مع تأجيل "جماعات مسلحة" وصول "فريق إنساني" إلى الأخيرتين، بحجة إتمام "ترتيبات أمنية".
ورغم وصول قافلتي مساعدات طارئتين الى مضايا الا أن المحنة لم تنقض لان الواقع يكشف ان الازمة تزداد تفاقما بعد حيث ذكر تقرير للأمم المتحدة، أمس الاثنين، إن خمسة أشخاص توفوا جراء الجوع في البلدة خلال الأسبوع الماضي.
سيريانيوز