"أطباء بلا حدود": أكثر من 100 ألف شخص عالق في اعزاز بحلب هرباً من الحرب

بلغ عدد الفارين من المعارك والعالقين في منطقة اعزاز التابعة لمحافظة حلب شمال سوريا، أكثر من 100 ألف شخص، يواجهون حدوداً تركية مغلقة أمامهم باستثناء الحالات الخطرة، وجبهة قتال مشتعلة بين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من جهة وبين فصائل كردية من جهة ثانية.

بلغ عدد الفارين من المعارك والعالقين في منطقة اعزاز التابعة لمحافظة حلب شمال سوريا، أكثر من 100 ألف شخص، يواجهون حدوداً تركية مغلقة أمامهم باستثناء الحالات الخطرة، وجبهة قتال مشتعلة بين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من جهة وبين فصائل كردية من جهة ثانية.

وقالت رئيسة بعثة منظمة "أطباء بلا حدود" إلى سوريا موسكيلدا زانكادا "ها نحن نرى مجدداً عشرات الآلاف من الناس وقد أجبروا على الفرار وبالكاد يجدون ملاذاً آمناً، فهم عالقون وسط هذا النزاع الدموي الوحشي".

وكان تقريراً لـ"هيومن رايتس ووتش"، أظهر يوم الخميس، إن مالا يقل عن 30 ألف شخص نزحوا من شمال حلب إلى الحدود التركية، خلال الـ48 ساعة الماضية، بسبب المعارك.

وأغلقت تركيا حدودها أمام اللاجئين السوريين، مستثنية الحالات الانسانية الخطرة، كما أتمت، حتى مطلع نيسان الجاري، بناء ثلث الجدار الخرساني المقاوم للصواريخ الممتد لمسافة 911 كيلومترا على حدودها مع سوريا.

ولفتت زانكادا إلى أن "طواقم المنظمة تعمل في ظل ظروف صعبة بشكل يفوق التصور، وقد قررنا نظراً لشدة الأزمة أن نركز على المداخلات الطارئة التي من شأنها إنقاذ حياة الناس، وقد عاينا الأسبوع الماضي ما يقرب من 700 مريض في غرفة الطوارئ بينهم 24 جريح حرب".

وعبرت رئيسة المنظمة عن "قلقها إزاء حماية السكان، إذا ما استمرت جبهات القتال بالاقتراب نظراً للطريقة التي تدار بها الحرب، من استهداف متعمد للمدنيين".

وأظهرت تقديرات عدة منظمات، إنه حتى 12 نيسان، كان 75 ألفا من السوريين يقيمون في نحو 10 مخيمات غير رسمية وعدة مواقع في أعزاز، شرقي البلدة على امتداد الحدود، وفي باب السلامة، كما أن 25 ألفا على الأقل من النازحين يتواجدون في مواقع عدة شرقي أعزازـ فر الكثيرون منهم من عدة جولات قتال وعمليات هجومية شمالي سوريا.

وذكرت المنظمة أن  القتال ادى إلى إقفال العديد من المرافق الطبية نظراً لفرار العاملين الطبيين جراء اقتراب الاشتباكات، علماً أن مستشفى "أطباء بلا حدود" الذي يضم 52 سريراً والواقع في منطقة أعزاز شمال البلاد لا يزال يعمل ويعطي الأولوية للحالات الطارئة.

وأشرف المشفى التابع للمنظمة على ثماني ولادات منذ العاشر من نيسان، كما وزعت فرق المنظمة إلى الآن مواد إغاثة تشمل بطانيات وبسط عازلة وأقمشة مشمّعة لأكثر من 3,400 نازح جديد.

وجددت منظمة "أطباء بلا حدود" دعوتها للأطراف المتحاربة إلى احترام المرافق المدنية والصحية، حيث تعتقد المنظمة أن هناك "تناقضاً مجحفاً بين الأوضاع في شمال سوريا وبين الأولويات الحالية للاتحاد الأوروبي فيما يخص اللاجئين السوريين، حيث قال مدير برامج أطباء بلا حدود في الشرق الأوسط بابلو ماركو "من غير المقبول أن تركز الجهود الحالية للاتحاد الأوروبي على كيفية إعادة اللاجئين السوريين إلى تركيا بدلاً من كيفية ضمان سلامة وحماية الناس المتكدسين على الحدود التركية السورية".

وكان باحث في شؤون اللاجئين في منظمة "هيومن رايتس ووتش" جيفري سيمبسون لفت إلى أن "العنف على الحدود التركية السورية إثبات مخيف على وجود أخطاء في الصفقة الأوروبية التركية. على دول الاتحاد الأوروبي وتركيا التعاون على توفير ملاذا آمنا للاجئين السوريين، لا إغلاق الأبواب في وجوههم بقسوة هكذا".

وكان الاتحاد الأوروبي عقد في الشهر الماضي اتفاق هجرة مع أنقرة، لتقليل تدفقات اللجوء والهجرة على أوروبا، إذ قدم 6 مليار يورو لمساعدة السوريين في تركيا، مع تجديد مفاوضات عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، وإمكانية إلغاء متطلبات استصدار تأشيرة لسفر المواطنين الأتراك لدول الاتحاد.

سيريانيوز

18.04.2016 16:17