"دولار السوداء" يقفز رافعاً الأسعار.. وسوريون يتهكمون: "راتبي يساوي غرام ذهب"

تشهد الأسواق الدمشقية، قفزات نوعية في أسعار سلعها المعروضة، تأثراً منها بالارتفاع المتتالي لسعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، فرغم عدم التعامل رسميا بالعملة الأجنبية، إلا أنها تحكم السوق، وتلعب دور المحدد الأول للأسعار، فضلاً عن وجود فئات تتعامل بها فعلياً بمنأى عن عيون الرقابة.

تشهد الأسواق الدمشقية، قفزات نوعية في أسعار سلعها المعروضة، تأثراً منها بالارتفاع المتتالي لسعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، فرغم عدم التعامل رسميا بالعملة الأجنبية، إلا أنها تحكم السوق، وتلعب دور المحدد الأول للأسعار، فضلاً عن وجود فئات تتعامل بها فعلياً بمنأى عن عيون الرقابة.

ومع بلوغ سعر الدولار يوم الأحد إلى حدود 630 ليرة، استفاقت العاصمة على أسعار جديدة، حيث بلغ سعر كيلو الفروج النيء 875 ليرة، وكيلو الدبوس 1025 ليرة، وكيلو الكستا 1100 ليرة ، وكيلو الشرحات 1600 ليرة، بينما بلغ سعر كيلو البندورة بـ110 ليرة، والخيار البلدي 155 ليرة، والبطاطا مالحة اول 120 ليرة، البازيلاء بـ130 ليرة، الفول 85 ليرة، البرتقال الشموطي 75 ليرة،  والتفاح نوع اول 235 ليرة.

وعلى سبيل المثال، يتراوح سعر كيلو البن بين 2400 ليرة و3500 ليرة، حسب بلد المنشأ وكمية الهيل فيه، بينما توقع أحد التجار ارتفاع أسعاره هذا الأسبوع بسبب ارتفاع أسعار الصرف.

واشتكى أحد سكان دمشق لسيريانيوز، من الغلاء الذي ضرب الأسواق بشكل فاضح مؤخراً، بقوله "لم أتوقع أن يرتفع ثمن علبة المحارم إلى سعر 550 ليرة، وباكيت الدخان بمعدل 25 ليرة بين يوم وآخر، إضافة إلى أن أبسط الأمور باتت أسعارها غير معقولة فعلبة المتة وصل سعرها إلى 475 ليرة، بعد أن كانت بـ35 ليرة سابقاً".

وأضاف إن "رواتب الموظفين في هذا البلد أصبحت مهزلة، ولم يعد منطقياً أن أحتاج لأعمل أكثر من عدد ساعات النهار كي أتمكن من تأمين الأساسيات اللازمة للحياة".

من جهته قال طبيب بيطري لسيريانيوز فضل عدم ذكر اسمه، "في الأسبوع الأخير بات كل عملي خسارة بخسارة، لم أتمكن من بيع مواد كما يجب، بسبب اختلاف سعرها الآن عن السعر الذي اشتريته بها قبل فترة".

وأضاف "يصر كافة التجار الذين يؤمنون البضاعة اللازمة للأطباء البيطريين، من طعام وأدوية ولقاحات للحيوانات، على تقاضي سعرها بالدولار حصراً، في حين لا يمكنني بيعها إلا بالليرة السورية، ومع الارتفاع اليومي للدولار تزيد خسارتي، فالزبائن يرفضون الشراء بالسعر الجديد، وبالتالي تقع الخسارة".

وكتب احد رواد مواقع التواصل الاجتماعي  تعليقا على خبر ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء يسخر من المبلغ الذي يتقاضاه العامل وسطياً في معظم الوظائف قائلا "الرواتب بالسوري والأسعار بالدولار ، الراتب يساوي غرام دهب ، الراتب يساوي ٤٠ دولار ، الراتب يساوي ١١ دينار كويتي، ١١ دينار حق علكة بل كويت ، تخيل حالك يجي اخر الشهر ويعطوك علكة الشعراوي .... تعيش وتعلكها بالهنا".

وعلق أخر  على الخبر  قائلا "كل شي عم يغلا بهالبلد إلا البني آدم عم يرخص، الدولار صار ب670 علي علي بطل فليد هيا طر يا جريندايزر"، وآخر كتب " ياحسرتي عالناس المعترة كيف عايشة.. فرجك يارب".

وتراجع دخل المواطن السوري الشهري لأقل من 100 دولار أمريكي، بعد أن كان يبلغ عام 2010 حوالي 400 دولار.

ولم يقف تهكم السوريون عند أسعار الدولار، بل طالت أسعار الذهب التي وصلت إلى  21800 ليرة للغرام الواحد، حيث علقت أحد الفتيات  بـ "الدولار بـ 600 والدهب بـ 22500 .... يللي لسا ما تعلمت الطبخ وشغل البيت ما عاد في داعي"، في إشارة منهن إلى تراجع الشباب عن خطوة الزواج بسبب غلاء المعيشة.

من جهته، يستمر مصرف سوريا المركزي بمنح وعوده حول تخفيض وضبط سعر السوق، بينما يرفع فعليا سعر الدولار في نشراته لمختلف الأغراض، لحاقاً بالسوق السوداء، وكان آخرها نشرته الصادرة يوم الأحد 8 ايار، التي سجلت ارتفاعاً بحوالي 24 ليرة لدولار المصارف ومؤسسات الصرافة، وحوالي 15 ليرة لدولار الحوالات الشخصية.

ويحمل البعض المصرف المركزي مسؤولية تخبط السوق وأسعار الصرف، مع تناقل وسائل إعلام محلية، لتصريحات مدير أحد شركات الصرافة قال فيها المركزي توقف عن تزويد شركات الصرافة بالدولار بقصد البيع للمواطنين، بعد أن تبين أن قسماً كبيراً منهم تحولوا للمتاجرة به وبيعه للسوق السوداء لتحقيق مكاسب نتيجة فرق السعر الكبير، مؤكداً أن "المركزي استمر بتزويد شركات الصرافة بالقطع الأجنبي لتمويل المستورات ولكن تم تخفيض المبلغ الممنوح لكل شركة ليصبح ما بين 100 و200 ألف دولار".

وعايشت أسعار الدولار اليوم تقلبات في السوق السوداء، حيث افتتح السوق أسعاره بـ635 ليرة، انخفض بعدها بساعتين إلى 625 ليرة، في حين تلاه انخفاض آخر وصل إلى 615- 620 ليرة للدولار الواحد.

ويأتي الارتفاع شبه اليومي لسعر الدولار، في وقت يعاني في المواطن السوري من غلاء وترد في أوضاعه الاقتصادية، مع خسارة الكثيرين لمصادر دخلهم بسبب الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من 5 سنوات والتي دمرت وهجرت الكثيرين.

سيريانيوز

08.05.2016 15:27