ألمانيا تراقب 400 "مقاتل اسلامي" عائد من سوريا والعراق.. و56 % من الالمان غير راضيين عن سياسة ميركل تجاه اللاجئين
قال قائد الشرطة الألمانية هولجر مونش, يوم الجمعة, إن "عدد المقاتلين الإسلاميين العائدين إلى البلاد من سوريا والعراق في ارتفاع", مشيرا إلى أن "أكثر من 400 شخص قد وضعوا تحت المراقبة". وأضاف مونش في لقاء له مع لتلفزيون (أيه.أر.دي), أن ع"دد الأشخاص الذين يغادرون ألمانيا إلى سورية والعراق للقتال في صفوف جماعات مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" في انخفاض, ولكن ذلك يتواكب مع ارتفاع في عدد المقاتلين العائدين إلى ديارهم". وأشار مونش الى أن "موجة حالات المغادرة تنحسر لكن في الوقت عينه لدينا أكثر من 400 شخص يمثلون خطرا ويجب أن نبقي أعيننا عليهم". واعتبر مونش أن "التفجير الانتحاري في اسطنبول هذا الأسبوع والذي قتل فيه عشرة سياح ألمان ليس مؤشرا على تزايد التهديد بوقوع هجوم في ألمانيا. وقتل ظهر الثلاثاء الماضي عشرة أشخاص على الأقل وأصيب 15 بجروح بهجوم انتحاري في اسطنبول استهدف حي السلطان احمد السياحي, وأعلنت الحكومة التركية إن منفذ التفجير أجنبي ينتمي لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش), مشيرة إلى أن القتلى أجانب من الألمان. وفي سياق اخر, اظهر استطلاع للراي اجراه تلفزيون ZDF أن معظم الألمان أصبحوا أكثر تشكيكا في قدرة البلاد على استيعاب تدفق المهاجرين بأعداد قياسية، وأنهم باتوا أكثر خوفا من اللاجئين. وأشار الاستطلاع الذي اجري في الفترة من 12 إلى 14 كانون الثاني, الى أن 60% من المشاركين في الاستطلاع يعتقدون أن ألمانيا لا تستطيع استيعاب الأعداد الكبيرة من اللاجئين الجدد، وأن 56% منهم غير راضين حاليا عن سياسات المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بشأن الهجرة، مقارنة بنسبة 49% في كانون الأول الماضي. وبحسب الاستطلاع، فإن 7 من بين كل 10 أشخاص يخشون أن يقود تدفق اللاجئين إلى مزيد من الجرائم، مقارنة مع 62% في تشرين الأول الماضي، وذلك بعد الاعتداءات التي تعرضت لها نساء في كولونيا خلال احتفالات رأس السنة. كما أعرب 42% من المستطلعين عن مخاوفهم من أن تكون الثقافة الألمانية في خطر، مقارنة مع 33% في تشرين الأول. وبينت نتائج استطلاع آخر أجرته مجموعة "deutschland trend" لحساب تلفزيون "ARD" الألماني وشمل ألف شخص يومي 12 و13 من الشهر الحالي، أن 51% من الألمان البالغين لا يصدقون تصريحات ميركل المتكررة عن قدرة ألمانيا على استيعاب اللاجئين، بالمقارنة مع 48% في تشرين الأول الماضي. وبين الاستطلاع ان 48% من المشاركين قالوا انهم اصبحوا يخافون من اللاجئين، فيما قال 50% عكس ذلك. من جهته، انتقد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر اليوم الدول الأعضاء التي لم تقم بدورها في تقاسم أعباء أزمة الهجرة واللاجئين. وقال يونكر خلال مؤتمر صحفي نقلته وسائل اعلام "ليست المفوضية هي التي تقاعست... وإنما بعض الدول الأعضاء التي لم تقم بما يلزم في ما يتعين علينا القيام به وما ينبغي القيام به" في مجال إعادة توزيع طالبي اللجوء, مؤكدا أنه لن يتخلى عن برنامج إعادة توزيع اللاجئين المتفق بشأنه في شرين الأول الماضي، رغم معارضة عدد من دول شرق أوروبا. واعتبرت ميركل مؤخرا بأن سلطات الدول الأوروبية "غير قادرة" على التعامل مع أزمة اللاجئين "بشكل مناسب", مشيرة الى انهم لا يزالون ضعفاء لأنهم لا يملكون النظام والتحكم الذي يجب امتلاكه ازاء أزمة اللاجئين. وانقسمت الآراء في ألمانيا وأوروبا عامة بين مؤيد ومعارض لقرار المستشارة الألمانية انغيلا ميركل في أيلول الماضي بفتح أبواب ألمانيا لأعداد قياسية من اللاجئين، نصفهم تقريباً من سوريا. وتسبب تدفق اللاجئين إلى أوربا خلال العام الماضي بأزمة لجوء "غير مسبوقة" دفعت دول عدة لاتخاذ إجراءات تهدف لمعالجة الأزمة وسط غياب التوافق الأوربي على رؤية موحدة للحل, وكانت ألمانيا من أكثر الدول الأوربية استقبالا للاجئين، حيث بلغ عددهم بحسب الحكومة الألمانية، منذ بداية عام 2015 أكثر من مليون شخص, حيث أعلن المكتب الفيدرالي الألماني للمهاجرين واللاجئين مؤخرا أن عام 2015 وعلى المستوى الفيدرالي، تم تسجيل 1.1 مليون طلب لجوء, وذلك يعد رقماً قياسياً وهو أكبر بخمس مرات من العدد الذي سجل في 2014. سيريانيوز