مسؤول اممي: معاناة مضايا المحاصرة "لا تقارن" بغيرها من المناطق في سوريا ... وما رأيناه كان "مروعا"
قال ممثل رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة سجاد مالك, يوم الثلاثاء إن المعاناة في مضايا "لا تقارن" بكل ما شهدته طواقم العمل الانساني في باقي سوريا. واضاف مالك, في مؤتمر عبر دائرة الفيديو من دمشق عقب زيارته البلدة المحاصرة, "ما رأيناه مروع، لم تكن هناك حياة. كل شيء كان هادئا للغاية". ووصف مالك الوضع لسكان البلدة بـ "البائس" مشيرا الى ان الضعف بلغ لدى السكان درجة جعلتهم غير قادرين على الاعراب عن غضبهم, مضيفا أن الطعام كان نادرا حتى ان الناس "ذكروا مرارا ان سعر كيلو الارز وصل الى 300 دولار (275 يورو)", مشيرا الى ان احدى العائلات "باعت دراجة نارية للحصول على 5 كلغ من الارز". وعبر المؤول الاممي عن "هوله" لما رآه, موضحا ان "الاطفال كانوا يقتاتون من اعشاب يقتلعونها من اجل البقاء على قيد الحياة". وكان سكان قالوا لموظفي الامم المتحدة ان المصدر الرئيس للطعام خلال الاسابيع الماضية كان الحساء المعد من الاعشاب والتوابل. وأكد مالك ان منظمة الصحة العالمية ستسعى الى تحديد عدد من قضوا نتيجة الجوع في مضايا عندما يتم السماح بدخول منظمات الامم المتحدة الى المنطقة, حاثا على ضرورة مواصلة ادخال المساعدات الانسانية خلال الاشهر المقبلة, وقال "اذا لم نتمكن من الاستمرار في ذلك .. فحتى الجهود التي بذلناهها ستكون مجرد ضمادة صغيرة" مضيفا "نريد ان نضمن انهاء عمليات الحصار هذه". وكانت منظمة الصحة العالمية طلبت في وقت سابق من اليوم من السلطات السورية فتح المجال أمام الفرق الطبية والعيادات المتنقلة لدخول مضايا، بغرض تقييم حالة سوء التغذية وإجلاء الحالات الخطيرة، بعدما تم السماح بدخول دفعة من المساعدات إليها, مضيفة انها ترغب في اقامة مستوصفات متنقلة في مضايا. ويشار الى ان دفعة مساعدات دخلت يوم أمس الاثنين إلى بلدة مضايا المحاصرة بريف دمشق, بالتزامن مع دخول شاحنات إلى قريتي الفوعة وكفريا بريف إدلب, بإشراف الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة, حيث تم ادخال 44 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية والطبية الى بلدة مضايا التي تحاصرها قوات النظام ومقاتلين من حزب الله حملة منذ ستة أشهر لإعادة السيطرة على مناطق على الحدود السورية اللبنانية. وقال مالك انه من المقرر دخول قوافل اخرى في الايام المقبلة, ودخلت بالمقابل 21 شاحنة مماثلة الى بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة ادلب المحاصرتين من الفصائل المقاتلة منذ الصيف الماضي. وتمت عملية إدخال المساعدات تنفيذاً لاتفاق الهدنة الذي تشرف عليه الأمم المتحدة إلى 3 بلدات محاصرة سورية وهي كفريا و الفوعة بريف ادلب ومضايا بريف دمشق, وذلك بعد إعلان الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي عن موافقة الحكومة السورية بذلك. فيما بحث مجلس الأمن الدولي, يوم الاثنين, وضع بلدات محاصرة في سوريا, إذ أكد دبلوماسيون أمميون وجود مجاعة في مضايا بريف دمشق أدت إلى وفاة 40 شخصا, مشددين على ضرورة إخراج 400 مدني محاصر من البلدة، بالمقابل, نفى السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري وفاة أي مدني بسبب الجوع بمضايا, قائلا إن "المسلحين في داخل المدينة سرقوا المواد الغذائية". سيريانيوز