الأسد: احتجاجات لبنان ايجابية إذا كانت متعلقة بالإصلاح وتهدف للتخلص من النظام الطائفي
قال الرئيس بشار الأسد إن التظاهرات الاحتجاجية التي يشهدها لبنان "ايجابية" في حال كانت متعلقة بالإصلاحات وتهدف لتخليص البلاد من "النظام السياسي الطائفي"، محذراَ من خطورة التدخل الخارجي في الحراك الشعبي.
وأوضح الأسد، مقابلة مع تلفزيون Rai news 24 الإيطالي، جرت في الـ 26 من تشرين الثاني الماضي، ان سوريا ستتأثر في ظل مايشهده لبنان من تطورات، لكن مايحصل في لبنان اذا كان "عفوياَ" و "متعلقاَ بـ"الإصلاح والتخلص من النظام السياسي الطائفي، فإنه سيكون جيداً للبلاد".
واشار الاسد الى ان الشعب اللبناني "الواعي" يجب عليه ألا يسمح لآي مساعي ومحاولات خارجية بـ"استغلال الحراك العفوي" أو التظاهرات الاحتجاجية.
ويشهد لبنان أوضاعاَ مضطربة، اثر الاحتجاجات التي بدأت في تشرين الأول الماضي، في العاصمة بيروت وامتدت لعدة مناطق، للمطالبة بتحسين الوضع الاقتصادي المتردي، ثم رفع المتظاهرون من سقف مطالبهم، وطالبوا بمحاربة الفساد ورحيل الطبقة السياسية.
وشهدت المحادثات بين الاحزاب الرئيسية لتشكيل حكومة جديدة تعثرا منذ استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري في 29 تشرين الأول تحت وطأة الاحتجاجات الحاشدة ضد الطبقة السياسية.
وعن الوضع الميداني في سوريا، أكد الأسد أن سوريا ستخرج منتصرة من الحرب، حيث أن الوضع الميداني فيها "أفضل" ، مشيراَ الى التقدم الذي حققه الجيش النظامي وسيطرته على العديد من المناطق من "الارهابيين"، باستثناء ادلب والجزء الشمالي من سوريا.
وبدأ الجيش النظامي منذ ايلول الماضي، مدعوماَ بالطيران الروسي، شن غارات على ريف ادلب، مما ادى الى سقوط مئات القتلى والجرحى، أغلبهم من المدنيين، رغم التفاهم المبرم بين "الدول الضامنة" بشأن اقامة منطقة "خفض التصعيد" في ادلب عام 2017.
وكان الرئيس بشار الاسد قال في تصريحات له نشرت الشهر الماضي، ان تحرير إدلب "لن يستغرق الكثير من الوقت"، لكن السلطات تخطط أولا "لمنح المدنيين الفرصة لمغادرة المنطقة".
وجاءت الحملة على ادلب بالتزامن مع توسيع الجيش النظامي انتشاره في مناطق شمال وشرق سوريا، بموجب اتفاق مع القوات الكردية، برعاية روسية، في تشرين الاول الماضي، بعد قيام تركيا بشن عملية عسكرية ضد المقاتلين الاكراد في الشمال السوري.
واشار الاشد الى قيام الروس بـ"مساومات" مع تركيا، فيما يخص الوضع السوري، لإقناع أنقرة بعدم التدخل عسكرياَ في سوريا ومغادرة قواتها الأراضي السورية، في ظل الدور الامريكي والغربي "السلبي"، فيما يتعلق بتركيا والأكراد.
وأضاف الاسد ان الروس لايساومون بشان السيادة السورية، فموقفهم في المستقبل "واضح جداَ" وهو "سيادة سورية وسلامة أراضيها".
وعلق الجيش التركي، العملية العسكرية في شمال سوريا، في 17 تشرين الأول الماضي، بعد التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة يقضي بانسحاب القوات الكردية من تلك المنطقة.
كما وقعت تركيا اتفاقا مشابهاَ مع روسيا ينص على انسحاب الاكراد لمسافة 30 كم عن الحدود مع تركيا وانتشار قوات حرس الحدود السورية وتسيير دوريات مشتركة روسية تركية في المنطقة.
وعن الوضع السياسي، وصف الاسد الوضع بأنه "أكثر تعقيداَ"، بسبب وجود "عدد أكبر من اللاعبين المنخرطين في الصراع السوري من أجل إطالة أمده وتحويله إلى حرب استنزاف".
واتهم الاسد دول اوروبا بانها كانت "لاعباَ أساسياَ" في إنشاء "الفوضى" في سوريا وتفاقم مشكلة اللاجئين فيها بسبب" دعمها المباشر للإرهاب"، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا ودول أخرى.
وبخصوص اعادة اعمار سوريا، اشار الاسد الى ان مايعرقل هذا الملف هو "العقوبات الاقتصادية" المفروضة على البلاد، التي تمنع رجال الأعمال أو الشركات من القدوم والعمل في سوريا، رغم الطرق الالتفافية التي اتبعتها شركات أجنبية من اجل البدء بالتخطيط لعملية اعادة الاعمار، الا ان هذه العملية ستكون "بطيئة" .
يشار الى ان السلطات السورية اعلنت مراراَ ان الأولوية في عملية اعادة اعمار سوريا ستكون لـ"الدول الصديقة" التي شاركت في عملية مكافحة الارهاب في البلاد وخاصة إيران وروسيا .
سيريانيوز