نعطهم فرصة ؟؟؟؟ بقلم : رائد الصفدي
خلال النصف الأول من هذا العام ,2025 كانت مقولة ( لنعطهم فر صة ) صحيحة بناًء بهدف التصويب و المشاركة في النقاش و بشكل عام كان معظم النقد خالل تلك الشهور نقدا العام المفتوح حول القضايا السورية الاساسية ً.
إذا كان الجميع متفقاً على أن الشعار الرئيسي للثورة السورية كان ( الحرية و الكرامة ) أي متفقا الديمقراطية و القانون, فإن أهم إشارات الإنحراف عن هذا الشعار قد بدأت بإجراء ما سمته السلطة ً وطنياً حوارا الجديدة ) الحوار الوطني( و الذي لم يكن أكثر من حدث إعالمي استعراضي و لم يكن أبدا يرتقي إلى مستوى تحديات المرحلةاإلنتقالية للسلطات بيد منصب ً لآلمال و مكرساً.
وثاني تلك الإشارات هو الإعلان الدستوري الذي جاء مخيبا الرئيس و لم يحترم مبدأ فصل السلطات و ال أهمية الدور الرقابي للمؤسسة التشريعية, إضافة إلى احتوائه على مواد جدلية ستكون في حال تطبيقه مثل ألغام تعيق بشكل جدي الوصول الى السالم اإلجتماعي المنشود, لقد كان بالنسبة للكثيرين إعالن عن التوجه إلى ديكتاتورية جديدة.
وثالث تلك الإشارات كان تشكيل الحكومة الإنتقالية (الشاملة الجامعة) التي وعدنا بها على مدى لخيبة األمل فقد جاءت التشكيلة متمحورة حول ً إضافيا ً الشهور التي سبقت, و قد كانت بدورها سببا لتكريس سلطة هذه الهيئة, مع تسمية وزراء من خارج الهيئة ً هيئة تحرير الشام في توجه بات واضحا كإجراء تجميلي شكلي.
و رابع تلك الإشارات كانت استمرار التعيينات في الوظائف الهامة في مؤسسات الدولة و التي ذهبت بمجملها إلى هيئة تحرير الشام و حلفائها, و نتج عنها تحويل الدولة إلى دولة مشايخ و غياب إلى حالة ً فشيئا ّ الشفافية و ظهور ممارسات نافرة و منفّرة عمّقت الشرخ اإلجتماعي و حولته شيئا بهذا الشأن هو الفشل الذريع بإعادة تشكيل وزارتي الدفاع و ً تصادمية. و من أكثر األمثلة وضوحا الداخلية.
و خامس هذه الإشارات هو الميل لدى السلطة الجديدة إلى اكتساب الشرعية الخارجية على حساب الشرعية الداخلية, ففي حين كان المجتمع الدولي و العربي يدعم هذه السلطة الجديدة لحسابات تخص مصالحه – مثل إيقاف تدفق اللاجئين و إيقاف تصنيع و تجارة الكبتاغون و التوجه إلى توسيع اتفاقيات السالم في المنطقة – كانت السلطة تروّج لهذا الدعم على أنه إنجازات خارقة قامت بها مع المجتمع الدولي بما لها من حكمة و عبقرية سياسية, و ترافق ذلك مع إهمال خطير للشرعية الداخلية و مسارات التحول السياسي الضرورية.
وبالنتيجة, وعلى مدى الشهور السبع المنقضية وصلنا إلى مرحلة انعدام الثقة بهذه السلطة من قبل شريحة واسعة من السوريين و قد تمثل ذلك بما كنا نخافه من تكريس للطائفية و اإلنقسام و إلى مزيد من اإلبتعاد عن المسار اآلمن للتحول الى الديمقراطية, حتى أننا بتنا اليوم نقف على مشارف حرب أهلية طائفية و مخاطر جدية للتقسيم و ضياع البلد إن ما يجعل السكوت اليوم غير ممكن هو أن هذه السلطة لم تظهر أية إشارات للمراجعة و الفهم و تصحيح األخطاء الكارثية.
-----------------------------------------------------------------------
*الاراء الواردة في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع
*ارسل مساهمتك على الايميل info@syria.news