قبل 911 عاما.. الصليبيون يرتكبون مجزرة ببيروت.. والدماء تغطي الطرقات
مرت العاصمة اللبنانية بيروت، بالعديد من الحوادث على مر العصور الذي أدى لخرابها، اما لأسباب طبيعية مثل الزلازل أو بسبب الحروب والنزاعات المحلية أو الدولية.
ومن هذه الحوادث ما جرى في 13 أيار عام 1110 عندما ارتكب الصليبيون مجزرة بحق سكان المدينة بعد حصار استمر 11 أسبوعا حيث امتلأت الشوارع بالدماء.
وقام ملك القدس بولدوين الاول بمحاصرة بيروت لاحتلالها وساهم في هذا الحصار أسطول صليبي قوامه 40 سفينة بعضها لأهل بيزا وجنوا الإيطاليتين، وبعضها الآخر تابع لمملكة القدس اللاتينيّة، الأمر الذي جعل المدينة رهينة طوق محكم ضربه عليها الصليبيون من البر والبحر، ولما حاولت 18 سفينة حربيّة قادمة من مصر فك الحصار البحري عن بيروت لم يحالفها التوفيق، وكان سقوط طرابلس بيد الصليبيين قد هيأ لبولدوين قاعدة عسكريّة اعتمد عليها في عملياته الحربيّة ضد بيروت وتشديد الحصار عليها.
استمر حصار بيروت حوالي احد عشر أسبوعاً ابتداء من شهر شباط إلى 13 من شهر أيار من سنة 1110م ولما يئس المدافعون عن المدينة من وصول نجدة من مصر عن طريق البحر تنقذهم مما هم فيه أو تساعدهم على الاستمرار في تحمل وطأة الحصار الخانق المضروب عليها من البر والبحر، تسلل حاكم المدينة ليلاً إلى خارجها ناجياً بنفسه في مركب باتجاه جزيرة قبرص حيث سلّم نفسه إلى حاكمها البيزنطي.
وبعد ان أصبحت بيروت بغير حاكم يستمر في قيادة حاميتها وتنظيم الدفاع عنها، وضاق أهاليها بما آلوا إليه من نقص في أسباب الحياة اليومية والمواد الحربية والغذائية وجدوا أنفسهم مضطرين إلى الاستسلام لبولدوين بعد أن حصلوا منه على وعد بالأمان.
ولكن بولدوين عندما دخل المدينة وأصبحت له السيطرة الكاملة عليها أخلف بوعد الأمان الذي أعطاه لهم، فترك لرجال الأسطول الإيطالي أهل بيزا وجنوا المجال لأن يعيثوا خراباً في مباني المدينة، وتقتيلاً لسكانها، وراح هؤلاء الغزاة يطلقون العنان لغرائزهم الحقد والتعصب التي كانت في نفوسهم ضد الإسلام والمسلمين وأردَوْا المدينة تحت وطأة مذبحة لم تَسْتَحْيَ فيها الشيوخ والنساء والأطفال.
تابعونا عبر حساباتنا على شبكات التواصل : تيليغرام ، فيسبوك ، تويتر.
وفي اليوم الثاني للاحتلال أخرج الأسرى المسلمين الذين وقعوا تحت يده إلى خارج المدينة وضرب أعناقهم كافة.
يشار إلى ان بيروت تعرضت للكثير من النكبات والمحن عبر التاريخ منها زلزال 551 اسفر عن 40 ألف قتيل وحريق 560 المدمر والوبا والفنا (الكوليرا والطاعون) 1760 والأحداث الطائفية 1794 وحصار ابراهيم باشا للمدينة عام 1831 والحرب الأهلية التي شهدتها عام 1975 واستمرت أكثر من 15 عاما..
سيريانيوز