نريد رئيسا يغار على البلد واهله!؟..
في تتبع منشور تم تداوله على الفيسبوك حول جودة التعليم في سوريا وبأنها خرجت من التصنيف العالمي، تبين لي ان المنشور مزور (الحمد لله) ولكن كانت عملية البحث مدخلا لاكتشاف حقائق مؤلمة..
سوريا لم تخرج فقط من جدول جودة التعليم وانما خرجت من جدول البلدان بشكل كامل، اصبحت خارج التصنيف.
شاهد التقرير على قناة اليوتيوب .. اضغط هنا
يصعب علينا ان نعترف، ولكن هذه هي الحقيقة..
وانا ابحث عن المؤشرات ..التعليم لا يوجد ،الاقتصاد النمو.. كله "بح"، لا يوجد اي مؤشرات عن سوريا..
انا استغرب في القيادات عموما الا تشعر بالغيرة ودول كانت غير موجودة منذ نصف قرن او دول كانت شعوبها تأكل من القمامة اصبحت اليوم تتصدر المؤشرات العالمية..
عندما اسافر الى اي بلد، اراقب كل شيء النظافة، النظام، المرفقات العامة، النقل العام، الحدائق، اعمال البلدية.. واشعر بالغصة.. اشعر بالغيرة لماذا نحن لسنا كذلك ولم نقترب حتى من ان نكون دولة بمعنى الكلمة..
اشعر بالحنق والعجز وافكر.. الذين يجلسون على كراسي الحكم مسؤولين عن بلد وشعب باكمله.. الا تتحرك لديهم الغيرة.. شعور المنافسة بان يدخلوا السباق ويحققوا مؤشرات متقدمة ترفع شأن البلد والمواطن..
واذا كانوا لا يريدون.. فاني اعتقد جازما بان اغلبية السوريين البالغ عددهم اكثر من 20 مليون هذه رغبتهم وارادتهم.. فكيف يمكن ان نحققها..
في كثير من ردود الافعال على ما اقول يقول لك لماذا لا تلوم المعارضة..
والسؤال هل يوجد لدينا معارضة؟
هل ابقى اساسا النظام على اي عمل سياسي او نقابي او مجتمعي؟
حكموا ضميركم وارجعوا الى قبل العام 2011.. هل كان هناك احزاب حقيقية، حركة نقابية، حركة طلابية، جمعيات حقيقية حتى ولو كانت ثقافية..
النظام قضى على كل شيء، حقيقة احاول ان ابحث عن طرف اخر احمله المسؤولية لا اجد.
هل الجولاني يتحمل المسؤولية الذي كان في سجون الاسد ام البغدادي ام من.. اناس لا نعرف قرعة ابوهم من اين..
ام المعارضة "السياسية" التي لا يمون الشخص فيها على افراد اسرته.. ولا يعرف السوريون حتى اسمائهم.. ولا يستطيعون ان يحركوا حجرا في سوريا..
بكل الاحوال غياب الديمقراطية في اي بلد يؤدي الى نشوء حكم فردي والذي سيدعي باننا نمتلك ديمقراطية في سوريا، هذا من غير المجدي ان نرد عليه..
ونعود لنسأل هذا الفرد الحاكم المسؤول الا يشعر بالغيرة؟ الا يشعر بالقهر مثلنا على حال البلد؟
لن اتكلم على دول الخليج العربي التي يرجع ما وصلت اليه اليوم للثروة الموجودة في اراضيهم، ساتكلم عن سنغافورة.. البلد الذي كان شعبه يأكل من القمامة في العام 1960 في ذات الفترة التي تسلم فيها حزب البعث السلطة في سوريا..
والحقيقة بان المشكلة ليست تماما في الديمقراطية فبعض الدول الناشئة احيانا بحاجة الى حكم فردي لبناء اسس الدولة فيها هذا شهدناه في تركيا في سنغافوزرة في ماليزيا..
اي فرد وطني يحب بلده وشعبه ولديه امكانيات ومؤهلات القائد قد يقود البلاد الى نهضة ويحولها من الفقر الى الثراء ومن الضعف الى القوة ومن البداءة الى الحداثة..
لي كوان يو مؤسس سنغافورة لم يكن ديمقراطيا وحكم كحافظ الاسد ثلاثة عقود.. ولكن انظروا الى النتائج..
فقط سأعرض رسما لنصيب الفرد من اجمالي الناتج المحلي سنويا، كيف تطور من 400 دولار في العام 1963 ليصل الى 60 الف دولار حاليا..
اي شهريا نصيب الفرد (وليس الاسرة) 5000 دولار.. اي 17500000 ل,س.. بينما السوري اليوم دخله لا يتعدى في احسن الاحوال مئة الف ليرة سورية اي ما يساوي 30 دولار..
نضال معلوف