مالا تعرفه عن باستور .. وراء كل رجل عظيم امرأة
كان لايزال " لويس باستور" مدرسا للكيمياء في جامعة ستراسبورغ حين التقى بـ"ماري آن لوران" ابنة رئيس الجامعة التي غيرت حياته وليصبح زوجها عالما أنقذ ملايين البشر وترك بصمة وأثراً كبيراً لدى البشرية.
ولد "باستور" في 27 كانون الاول / ديسمبر 1822 بمدينة دول في فرنسا، حصل على درجة بكالوريوس آداب سنة 1840، وحصل على الدكتوراه سنة 1847، ثم أصبح أستاذ للكيمياء في جامعة ستراسبورغ، بعد أن قضى فترة وجيزة كأستاذ فيزياء في ثانوية ديجون عام 1848.
التقى بـ "ماري آن لوران" ابنة رئيس الجامعة التي تزوجها عام 1849 وأنجب منها خمسة أطفال، نجا منهم اثنان فقط بسبب المرض، مما دفعه لدراسة الجراثيم، محاولاً إيجاد علاجٍ لهذه الأمراض التي فتكت بأطفاله.
فهمت لوران زوجها منذ بداية حياتهما الزوجية، وفعلت كل ما في استطاعتها لتجنبه صعوبات الحياة وهموم المنزل لكي يتفرغ تماما للبحوث التي أجراها، بل وكانت تساعده بكتابة مايمليه عليها مساء بعد انهاء عملها المنزلي، فكانت لزوجها أحسن من رفيق وأكثر من معاون.
اثبت باستور برفقة زوجته التي اهتمت بالفيروسات الموهنة بعد المأساة التي حلت بهم بفقد أولادهما صحة اول نظرية حول المناعة والتطعيم، والتي تقول بأن حقن المستنبتات الجرثومية القديمة او المضعفة لمرض وبائي تعطي الكائن مناعة ضد هذا المرض.
أثبت باستور أن نمو الكائنات الحية في سوائل المغذيات لا يعود للتوالد الذاتي انما لنمو الجراثيم فيها، فأوجد عملية البسترة والتي تقوم بتسخين السوائل للقضاء على معظم البكتريا والعفن الموجود داخلها، او عزلها عن المحيط الخارجي.
لم يكتف ذلك الرسام الصغير والذي ترعرع ضمن عائلة فقيرة تعمل في صناعة الجلود بما وصل إليه، بل تابع أبحاثه والتفت في الخمسينيات من عمره لدراسة الجمرة الخبيثة واستطاع عزل جرثومة هذا المرض، ثم التفت في العام نفسه لدراسة الكوليرا ولاحظ أن حقن المستنبتات الجرثومية القديمة أو المُضعَّفة لهذا المرض تعطي الدجاجة مناعة من هذا المرض وهو ما عرف مستقبلا باسم "اللقاحات".
أُصيب باستور بشلل جزئي عام 1868، وبالرغم من إصابته استطاع إكمال أبحاثه، حتى توفي عن عمر يناهز الثالثة والسبعين عام 1895، تاركا خلفه العديد من رسوماته منذ كان طفلا معلقة في معهد باستير في باريس تضاف لاكتشافاته العظيمة التي تركت بصمة جميلة وأثرا لدى ملايين البشر.
اعداد : سيريانيوز