من جديد... مسؤول أممي يحذر من تقسيم سوريا إثر بطء العملية السياسية
حذر المستشار السياسي للمبعوث الأممي إلى سوريا فيتالي نعومكين، يوم الاثنين، من خطورة تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ شبيهة بالدول، في حال بطء سير التسوية السياسية.
ونقلت وكالة (انترفاكس) الروسية عن نعومكين قوله، أن صمود الهدنة في سوريا وطول أمد العملية السياسية للتسوية، أو انهيار جهود التسوية بالكامل فيها، قد يجعلها تواجه التقسيم إلى مناطق نفوذ.
وكان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، اعتبر يوم الاربعاء، أن تقسيم البلاد لمناطق نفوذ هو "السيناريو الأسوأ" لتطور الأزمة السورية.
وتابع نعومكين "إذا ما حالف النجاح عملية أستانا وتم على الأرض تنفيذ مقرراتها وتثبيتها، سوف تبرز حينها، ولجملة من العوامل، مسألة تقرير مصير المناطق الخاضعة لأطراف النزاع وتلك التي يستمر تحريرها من الإرهابيين".
وتساءل نعومكين عن ماذا سيحدث في حال استمرار صمود وقف إطلاق النار تزامنا مع خمول وبطء سير التسوية السياسية أو تسويفها، أو انهيارها، منوهاً إلى انه في مثل هذه الحال، أليس من الممكن مثلا في محافظة إدلب، أن تعزز فصائل المعارضة المسلحة المرعية من تركيا مواقعها، لتتحول هذه الأراضي إلى دولة شكلية هناك؟".
واعتبر نعومكين أن هذا الأمر قد ينسحب على المناطق الخاضعة لتركيا والمتاخمة لقطاعات الأكراد شمال سوريا، وعلى المناطق الجنوبية التي تشرف عليها الأردن جنوب سوريا.
وأوضح الديبلوماسي الروسي بأن "هذا بحد ذاته سوف يثير، إذا ما تم تقاسم سوريا على الأرض، السؤال حول احتمال أن يفضي الواقع القائم إلى تعقيد العملية السياسية، حيث أن الفصائل المعارضة والجهات الأجنبية الراعية لها، لن تكون بحاجة لتأييد الحوار السياسي لأن الجميع في مثل هذه الحال سوف يكنون راضين عن وضعهم".
ويأتي الحديث عن تقسيم البلاد، في وقت تعددت فيه الأطراف الخارجية المؤثرة بالقوى الداخلية، حيث تقدم دولاً مثل أمريكا وتركيا والسعودية دعماً لفصائل المعارضة، مقابل دعم روسي إيراني للنظام.
ونبّه نعومكين من أن مقترح ترامب بإقامة مناطق آمنة في سوريا يعزز سيناريو الفدرالية على الأرض ، وقال "من غير الواضح حتى الآن ما يمكن لوضع كهذا أن يحمل في طياته، فقد اتفقت واشنطن وأنقرة قبل أيام على حشد الجهود بما يخدم استحداث هذه المناطق الآمنة".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدد يوم السبت عزمه إقامة مناطق آمنة في سوريا بتمويل خليجي للحد من تدفق اللاجئين إلى الغرب، حيث لاقى هذا الطرح تأييد تركيا التي تسعى لتطبيق الفكرة منذ زمن.
ونوه نعومكين إلى "تسريبات حول نوايا رعاة خطط المناطق الآمنة تشييد مدن سكنية متكاملة فيها ببناها التحتية لإسكان اللاجئين وعناصر فصائل المعارضة المسلحة، الأمر الذي سيعني قيام قطاع تموله تركيا بدعم من واشنطن وأوروبا على الأراضي السورية يتحول إلى منافس لباقي مناطق البلاد".
وحذر كذلك من قدرة القطاع المشار إليه على المنافسة مع باقي مناطق سوريا، خاصة مع "تدفق الاستثمارات عليه وما سيتمخض عن ذلك من تطور البنى التحتية، وتشييد المباني وخلق ظرف عيش أفضل فيه، قياسا بباقي المناطق المدمرة والخاضعة لدمشق والتي سيتعذر على الأخيرة إعادة إعمارها بمعزل عن الدعم الخارجي"، إذ لا تلوح في الأفق وباستثناء البعض، البلدان والمنظمات الدولية المستعدة لإعمار المحافظات السورية.
وكان ترامب أثار قضية إقامة مناطق آمنة في سوريا خلال مشاوراته مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وكذلك مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
يشار إلى تكثف اللقاءات والاجتماعات المتعلقة بالشأن السوري، والتي تعقد بمشاركة أطراف سورية، حيث استضافت استانا يوم الخميس 16 شباط الحالي، جولة جديدة من الاجتماعات بين أطراف النزاع السوري، استكمالاً لجولة عقدت في كانون الثاني الماضي، بينما من المنتظر عقد جولة جديدة من مفاوضات السلام السورية في جنيف بتاريخ الـ23 من شباط الجاري.
سيريانيوز