حشود في الشمال السوري.. معركة ام تسليم واعادة انتشار!؟

تتوجه الانظار اليوم الى شمال سوريا حيث كل التحركات تشير الى ان هناك تغيرات هامة ستحصل في المنطقة.

حشود تركية، واستعدادات لما يعرف باسم الجيش الوطني الذي يعمل بالتنسيق مع تركيا، ايضا قوات سوريا الديمقراطية المدعومة اميركيا حشدت قواتها في اكثر من منطقة، كذلك قوات النظام مدعومة بالمليشيات الايرانية والقوات الروسية كلها كان لها تحركات هناك.

لمشاهدة التقرير على اليوتيوب .. اضغط هنا 

حتى لا اعيد حيث ذكرت ماهية المشروع التركي في سوريا اكثر من مرة ساضع لكم روابط التسجيلات في صندوق الوصف.

باختصار تركيا اولويتها باقامة منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي الشمالي بعرض 30 كلم، تهيئة هذه المنطقة ودفع اللاجئين السوريين الذين في تركيا او معظمهم للعيش فيها.

هذا ليس افتراء على تركيا وليس سر جاء مثلما ستجدون في التسجيلات التي ذكرتها على لسان اردوغان وفي اكثر من تصريح لمسؤولين اتراك شرحوا خططهم بالتفصيل واعربوا بانها خطة لها ابعاد دولية وستشارك فيها دول الاتحاد الاوربي وغيرها من الدول، اقصد في مرحلة التهئية والبناء.

هذا الموضوع يتطلب ان تسيطر تركيا بالتدريج على المناطق التي ما زالت خارج سيطرتها، ومن المتوقع ان تستهدف عمليتها العسكرية هذه المرة تل رفعت في ريف حلب الشمالي ومنبج في ريف حلب الشرقي وعين العرب وعين عيسى وتل تمر، أي أن العملية ستمتد بين محافظات حلب والرقة والحسكة.

اي انها ستحاول وصل مناطق سيطرتها الثلاث، غصن الزيتون، درع الفرات مع نبع السلام والتمدد الى الشرق لكسب مساحات اضافية.

والحقيقة لا يمكن ان نطلق على ما سيجري انه معركة (وكذلك على ما جرى في عملية السيطرة على المناطق الثلاث) لانه لا يمكن ان تتم مثل هذه العمليات بدون اتفاق بين القوى المتدخلة الرئيسية في سوريا اميركا روسيا تركيا وايران.

من خلال ما لا يتم الاعلان عنه في اجتماعات المسارات (سوتشي وغيرها) واللقاءات الثنائية (بوتين اردوغان، اردوغان بايدن.. الخ) تتخذ القرارات وتصدر الى التشكيلات التي يقع عليها عاتق التنفيذ.

فتتحرك القوات والحشود لكي تنفذ ما اتفق عليه القادة وطبعا انسحاب قوات من مناطق لتحل مكانها وفي محيطها قوات اخرى امر بحاجة لترتيبات عسكرية لا يمكن ان نقول عنها معارك وقد تحدث مناوشات (تحدث حتى بين القوات الصديقة احيانا) ولكنها لا تأخذ طابع المعركة.. اي ان هناك طرف يريد فرض معادلات على الواقع بقوة السلاح..

تركيا لا يمكن ان تتحرك بدون التنسيق مع الولايات المتحدة الاميركية، وروسيا لن تصمت لو تحركت تركيا بدون الاتفاق معها ولو فعلت لشهدنا حرب عالمية ثالثة.. باقي القوى والمليشيات التابعة وجيش النظام وتحركاته تحصيل حاصل كمجموعات وفرق تابعة للقوى الاساسية المؤثرة.

مع الاسف سنشهد حالات تهجير من مختلف الاطراف، وقد شاهدت مقاطع فيديو يظهر فيها اهالي يهجرون مدينة عين عيسى.. التي كنت قد تكلمت عن المعارك المرتقبة فيها منذ اشهر طويلة..

لا احد يمتلك تفاصيل العمليات العسكرية تماما، ولا يمكن التنبؤ بالفترة الزمنية لانجاز المشروع، الموضوع مرتبط ببازار طويل عريض في سوريا بين القوى المتدخلة، مفاوضات وتفاهمات لتقطيع اوصال بلد ما واحداث تغيرات ديموغرافية عميقة فيه بمشاركة قوى عديدة متقاطعة المصالح.. الامر يحتاج الى وقت طويل لان العملية معقدة ولان ترسيم الحدود بين مصالح القوى امر ليس باليسير..

نضال معلوف