الأسد: عملية تصفية البغدادي "خدعة".. واتفاق سوتشي سيساعد النظامي على استعادة المناطق الشمالية
نفى الرئيس بشار الاسد أي دور لسوريا في عملية مقتل زعيم تنظيم "داعش" ابو بكر البغدادي في محافظة ادلب ، معتبراَ ان تصفية القوات الامريكية للبغدادي مجرد "خدعة".
وقال الاسد، في حوار على قناتي "السورية" و"الإخبارية"، ان سوريا لاعلاقة لها بتصفية البغدادي، ولا يوجد أي تواصل بينها وبين أية مؤسسة من المؤسسات الأمريكية، ولاتعلم ان كانت الانباء حول عملية استهدافه صحيحة ام لا.
واضاف الاسد ان البغدادي كان في السجون الأمريكية في العراق و"أخرجوه ليلعب هذا الدور فهو مجرد شخص يبدل ويستبدل في أي وقت".
ونشرت وزارة الدفاع الأمريكية لقطات صورت من الجو، تظهر الهجوم الذي نفذته قوات أمريكية خاصة مطلع الأسبوع والذي أسفر عن مقتل زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي في سوريا .
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأحد، مقتل البغدادي في هجوم امريكي في سوريا، شاكرا روسيا وتركيا على إسهامهما في هذه العملية، كما اعلنت الدفاع التركية، أنه جرى تنسيق وتبادل للمعلومات مع الجانب الأمريكي، قبيل العملية التي نفذتها واشنطن .
وعن الاتفاق الروسي – التركي بخصوص تسوية الوضع في شمال سوريا، اشار الاسد الى ان هذا الاتفاق هو "مؤقت"، حيث "لجم الاطماع التركية"، معتبراَ اياه "ايجابي لايحقق كل شيئ"، لكنه يساهم في "تخفيف الأضرار، و"تهيئة الطريق امام الجيش السوري لاستعادة السيطرة على الشمال الشرقي".
ويعدّ اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا بمثابة هزيمة للقوات الكردية التي توشك على خسارة المناطق التي كانت تسيطر عليها في سوريا وتساوي مساحتها نحو ثلث مساحة البلاد.
وينص اتفاق سوتشي الذي تم التوصل اليه بين تركيا وروسيا، على تكفل الجانب الروسي بتسهيل عملية انسحاب القوات الكردية من منطقة تمتد 30 كلم على الجانب السوري من الحدود التركية، وذلك عقب اتفاق مشابه تم بين تركيا والولايات المتحدة الذي نص على وقف اطلاق النار في الشمال السوري، وانسحاب الاكراد من منطقة "نبع السلام".
وبدأت أنقرة مع فصائل سورية موالية لها في 9 تشرين الأول، هجوماً في شمال شرق سوريا، لإبعاد المقاتلين الأكراد عن حدودها وانشاء "منطقة آمنة" بعمق 30 كيلومتراً لإعادة قسم كبير من اللاجئين الموجودين على أراضيها، الا انها أوقفت عملياتها اثر التوصل في 17 الجاري، لاتفاق الهدنة.
ولفت الاسد الى ان دخول الجيش إلى المناطق الشمالية الشرقية" لا يمكن أن يكون من أجل القيام بعمل أمني عسكري بحت.. دخول الجيش هو "تعبير عن دخول الدولة بكافة الخدمات التي يجب أن تقدمها".
وانتشر الجيش النظامي، مؤخراَ، في عدة مناطق خاضعة لسيطرة "قسد"، في أرياف الرقة وحلب والحسكة، بموجب تفاهمات تم التوصل اليها بين الحكومة السورية و"الادارة الذاتية" الكردية بعد قيام تركيا بشن عملية عسكرية ضد المقاتلين الاكراد في الشمال السوري.
وبخصوص تشكيل لجنة مناقشة الدستور، قال الاسد ان سوريا "لم تقدم أي تنازلات"، مؤكداَ ان سوريا ستقف ضد أي قرار أو إجراء يتعلق بتعديل للدستور ولو بنداَ واحداَ يتعارض مع مصلحة الوطن، مضيفا ان اللجنة الدستورية لا علاقة لها بموضوع الانتخابات.
وعقدت اللجنة الدستورية السورية، المكونة من أعضاء الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، جلستين على مدار يومين، في مقر الأمم المتحدة في جنيف.
وحول ملف ادلب، شدد الاسد على اهمية معركة ادلب، وخيّر المسلحين في المحافظة، في حال لم ينسحبوا الى تركيا، اما "العودة إلى حضن الدولة وتسوية الأوضاع، أو الحرب".
وتحدث الاسد عن اتفاق جرى سابقاَ مع ايران وروسيا على موعد محدد لعملية إدلب ، الا انه تم تأجيلها لأن هناك إما "مستجدات عسكرية أو سياسية".
وكان الاسد اكد، قبل أيام، على أولوية معركة ادلب لحسم الفوضى و القضاء على "الارهاب" في كل المناطق، وذلك خلال جولته التفقدية للخطوط الأمامية في بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي.
وتتعرض مناطق في ادلب وماحولها لقصف بين الحين والاخر من قبل الجيش النظامي، بعد الاعلان عن وقف اطلاق النار في 31 اب الماضي.
وبدأ التصعيد العسكري من قبل الجيش النظامي، بدعم من الطيران الروسي، ضد معاقل فصائل المعارضة المسلحة، على منطقة "خفض التصعيد" في نيسان الماضي، حيث أدت الحملة الى مقتل عشرات الضحايا ونزوح المئات من منازلهم.
وفيما يخص الوضع المعيشي في سوريا، قال الاسد ان الوضع "لن يتحسن لوحده إن لم نتحرك كدولة ومجتمع بكل المستويات".
واكد الاسد على اولوية مكافحة الفساد بسبب الظروف الاقتصادية التي تعيشها سوريا، لافتا الى ان هناك "لعبة مضاربات" على سعر صرف الليرة تجري من داخل سوريا ومن خارجها.
وتشهد سوريا ظروف معيشية سيئة و غلاء بالأسعار لمختلف السلع والمنتجات منذ بدء الأزمة السورية، جراء الانخفاض الكبير لقيمة الليرة، والعقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد.