وعود حكومية باعادة بناء وترميم ما دمر على يد "داعش" من أثار تدمر
قال مدير عام الآثار والمتاحف مأمون عبد الكريم، يوم السبت، إن المعابد الرومانية القديمة والمداخل الأثرية التي دمرها مسلحو تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في تدمر، ستعود إلى ما كانت عليه فور استعادة القوات النظامية للمدينة بالتزامن مع تقدم الاخير في المدينة الاثرية بغطاء جوي روسي.
ونقلت وكالة (رويترز) عن عبد الكريم قوله أنه "يأمل استعادة تدمر خلال أيام" بعد دخول القوات النظامية الأجزاء الغربية والشمالية منها ووعد بـ"إحياء آثار الحقبة الرومانية لتكون رسالة ضد الإرهاب".
واصلت القوات النظامية، يوم السبت، تقدمها في مدينة تدمر، وسيطرت على عدة أحياء فيها، مع تراجع عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منها، وذلك بعد يوم من سيطرة النظامي على القلعة الأثرية في محيطها.
ودمر مسلحو التنظيم "المتشدد" العام الماضي معابد وابراج بالاضافة لقوس النصر في مدينة تدمر التي وصفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بأنها ملتقى للثقافات منذ فجر الإنساني، ورأت بأن ما يرتكبه التنظيم هناك "جرائم حرب".
وعلى الرغم من هذه الأضرار قال عبد الكريم إن لقطات مصورة شاهدها من تدمر في الأيام القليلة الماضية بما في ذلك بعض الصور التي التقطت باستخدام طائرة دون طيار حلقت فوق المدينة كانت "مطمئنة".
وبثت وسائل الإعلام الرسمية مقاطعا مصورة قالت إنها "مشاهد حية" لتدمر تم تصويرها مباشرة من القلعة الأثرية على أطراف المدينة، بعد سيطرة القوات النظامية عليها.
وتابع عبدالكريم أن الكثير من المباني مازالت قائمة بما في ذلك الجدران المحيطة بمعبد بل والمسرح الروماني وساحة الأعمدة والمصلبة (التترابيل) وهي عبارة عن قاعدة تنتصب عليها مجموعة من أربعة أعمدة في كل ركن.
في الوقت ذاته أشار عبد الكريم الى إنه سيكون "من المستحيل تقييم الحجم الحقيقي للأضرار قبل أن يتمكن فريق من زيارة المدينة التي تسيطر عليها داعش منذ أيار العام الماضي".
واعرب المسؤول عن مخاوفه بشأن ما حدث هناك وخاصة في معبدي بل وبعل شمين وقوس النصر والأبراج الجنائزية. أما السؤال الذي لا يمكن الإجابة عنه حتى الآن فيتعلق بحجم عمليات التنقيب السرية التي قد تكون جرت هناك.
وقال عبد الكريم إن "سوريا ستتمكن من استعادة أي آثار منهوبة إذا عرضت للبيع لأنه من السهل التعرف عليها"، ووعد أيضا بـ"إعادة المواقع المتضررة إلى سابق عهدها بقدر الإمكان".
وسيطر تنظيم (داعش) على مدينة تدمر بريف حمص, في أيار العام الماضي وذلك بعد انسحاب "مفاجئ" للقوات النظامية من آخر مقراتها فيها, وسط تحذيرات من قبل المنظمات المعنية بالتراث الإنساني من خطر تدمير المدينة, حيث أقدم التنظيم لاحقاً على تفجير سجن تدمر الشهير، وتحطيم بعض القطع الأثرية في المدينة, كما نفذ التنظيم العديد من الإعدامات بالرجم أو قطع الرأس بحق العديد من الأشخاص.
سيريانيوز