موسكو تتهم واشنطن باستغلال المحادثات بمنح فرصة للمسلحين لإعادة تنظيم صفوفهم
اتهم سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، يوم الثلاثاء، واشنطن بأنها تستغل المباحثات مع روسيا، لمنح فرصة للمسلحين كي يتمكنوا من إعادة تنظيم صفوفهم في سوريا.
وقال باتروشيف في تصريحات نقلتها روسيا اليوم إن "المسلحين استغلوا عمليات المباحثات بين موسكو وواشنطن وقاموا بمحاولة إعادة تنظيم صفوفهم، حيث قامت المزيد والمزيد من الجماعات المسلحة في الفترة الأخيرة بالاندماج مع "جبهة فتح الشام" أي "النصرة" سابقاً".
وكانت موسكو قالت قبل شهر من الآن، ان فصائل المعارضة السورية المسلحة تعمل على إعادة تجميع قواها استعداداً لهجمات واسعة في حلب، مجددة اتهام واشنطن بعدم تنفيذ وعدها في المساعدة بفصل المعارضة عن الإرهابيين في البلاد.
وذكر باتروشيف بحادثة قصف مواقع الجيش النظامي في دير الزور، وقال "نحن نذكر كيف زعم الأمريكان أنهم قصفوا بالخطأ يوم 17 أيلول الماضي مواقع للجيش السوري المطوقة من قبل داعش في دير الزور".
وتعرضت مواقع الجيش النظامي في جبل الثردة بمحيط دير الزور في ايلول الماضي الى قصف نفذه طيران التحالف الدولي ضد "داعش"، مما تسبب بوقوع ضحايا.
وأعرب باتروشيف عن أمل بلاده بأن تسود وجهات النظر البناءة لدى الولايات المتحدة حول سوريا. مؤكداً أن موسكو مستعدة للنظر في اتخاذ تدابير إضافية لتطبيع الوضع في حلب.
واعتبر باتروشيف أن الولايات المتحدة أظهرت عدم الرغبة وربما عدم القدرة في تنفيذ وعودها بالفصل بين الإرهابيين والمعارضة المعتدلة في سوريا، في حين نفذت موسكو كل التزاماتها خلاف الجانب الأمريكي.
ولفت باتروشيف الى ان النظام السوري نفذ وعده وسحب جنوده من طريق "كاستيلو" ولكن "المعارضة المعتدلة" التي تدعمها الولايات المتحدة ليس فقط لم تتخذ خطوات مماثلة، بل ومنعت قوافل الأمم المتحدة الإنسانية من المرور عبر المناطق التي تسيطر عليها.
وتضمن الاتفاق الروسي الأمريكي الأخير، الفصل ما بين المناطق الخاضعة لسيطرة "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة"، وتلك التي تسيطر عليها قوى المعارضة السورية المعتدلة المسلحة، إضافة إلى الفصل ما بين الفصائل المعارضة و"النصرة".
وجدد باتروشيف اتهام واشنطن بالعمل وفق سياسة "الكيل بمكيالين" عندما أعلنت قبل بضعة أيام عن وقف الحوار مع روسيا بشأن القضية السورية.
وعلقت الولايات المتحدة الأمريكية، مشاركتها بالمحادثات الثنائية مع روسيا حول الملف السوري، على خلفية عدم تنفيذها لالتزاماتها, فيما اعربت روسيا عن "اسفها," واصفة القرار بأنه "مخيب للامال".
وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، قال في 3 تشرين الأول الحالي، ان الولايات المتحدة الأمريكية تستغل اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا، وتماطل في تنفيذ الاتفاقات مع روسيا.
واتهمت موسكو سابقاً واشنطن بمحاولة التنصل من الالتزام بتنفيذ الاتفاق، حيث قالت إن الولايات المتحدة تستخدم "ساترا لغويا" لإخفاء عدم رغبتها في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا بما في ذلك الفصل بين جماعات المعارضة المعتدلة والجماعات الإرهابية.
ودخل اتفاق روسي أمريكي على وقف اطلاق النار في سوريا، حيز التنفيذ في 12 ايلول المنصرم، وسط تبادل اتهامات بين اطراف الصراع باختراق الاتفاق.
سيريانيوز