تركيا "على مهل" تمضي بتنفيذ مشروعها في شمال سوريا..
في تسجيل الاحد 9 كانون الثاني 2022
نتحدث عن ازدياد النفوذ الإيراني في سوريا كما في العراق ولبنان، نتحدث أيضا عن مضي تركيا في تنفيذ مشروعها في الشمال السوري بدون ان تشن عملية عسكرية واسعة، وأخيرا نتحدث عن موضوع استمرار الحكومة في اتخاذ خطوات باتجاه رفع الدعم عن رغيف الخبز.
الفقرة الأولى
ما زالت ايران تلعب دور المعطل في الدول الثلاث العراق ولبنان وبالطبع سوريا..
في العراق ما زال الاعلام الإيراني يجيش ضد نتائج الانتخابات الأخيرة ويحاول ان يعرقل اعمال البرلمان، وبدون ان ندخل كثيرا في التفاصيل يلعب دورا مشابها لما يلعبه في لبنان.
ذكرت اليوم في تسجيل سابق كيف تتجه الأمور في لبنان نحو الانهيار، البارحة غرق لبنان في الظلمة بدون كهرباء مع تهديدات بانهيار كل القطاعات.. على هامش الخلافات السياسية الحادة قبيل الانتخابات التي يلعب الثنائي الشيعي فيها دور القط والفار مع باقي القوى..
لم يشهد لبنان انقساما سياسيا مماثلا منذ سنوات طويلة، هذا يمكن ان نلحظه في الخطاب السياسي لنصر الله، للبطريك الراعي.. لتفاصيل السجال اليومي الذي لا يبشر بالخير..
وعلى طريق العراق وسوريا تتوالى الخطوات الإيرانية ويمكن ان نقول انها نجحت في ان تسيطر على القرار السياسي خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع المحيط والدول العربية بالتحديد.. اذ اننا تكلمنا اكثر من مرة عن دورها في اجهاض المحاولات لعودة سوريا لعلاقاتها العربية ويمكن ان نقول اليوم بان هذه المحاولات فشلت فشلا ذريعا بسبب ايران وعادت العلاقات للتوتر بين ايران والنظام السوري الرهينة وبين باقي الدول العربية..
الفقرة الثانية
تركيا تستمر في تنفيذ مشروعها في الشمال السوري
صحيح ان تركيا لم تقم بعملية عسكرية واسعة.. ولكن هي الحقيقة تمضي بتنفيذ مخططاتها في الشمال بخطوات بطيئة ولكنها ثابتة..
تمر اخبار عن قصف او اشتباكات او قتلى مع الأيام.. كل يوم او يومين ولكن هذه الاحداث ليست عشوائية وهي تمضي في سياق مدروس..
اذا اخذنا اخبار البارحة في قصف وتهجير أهالي منطقة أبو راسين، نرى بان تركيا وحليفها المحلي الجيش الوطني يمهد الطريق للتوغل حتى تل تمر، العقدة الاستراتيجية التي من شأن السيطرة عليها السيطرة على طريق ام 4 وقطع الامدادات الى كل من منبج وتل رفعت..
وكل التحركات الأميركية والروسية في تلك المنطقة ستكون متسقة مع هذا المشروع ولو كانت تبدو غير ذلك، يمكن ان يتم تقاسم المكاسب وإقامة شراكة في النفوذ والسيطرة يمكن ان نرى نقاط روسية ودوريات أميركية او دوريات روسية تركية.. دوريات تركية أميركية.. ولكن في النهاية انجاز المنطقة العازلة ماض ضمن الخطة.. والزمن لا يعتبر هنا عاملا سلبيا فيها.. فاعادة التشكيل الجغرافي يستلزم أيضا تغيير ديموغرافي في عملية معقدة تستلزم الكثير من الوقت..
المهم ان الأمور ماضية في الاتجاه المخطط لها ولا نملك نحن السوريين الا المراقبة والانتظار وتنفيذ ما يطلب منا طوعا او قسرا..
في هذا الاطار وامام عجز الجيش السوري ومليشيات النظام عن القيام باي دور في صد او احباط هذا المخطط (اذا لم تكن متورطة في تنفيذه أصلا) فان الحل كان خلال السنوات الماضية هو تقزيم أفعال البطولة والانتصار..
تكرار اخبار من قبيل تغيير خط سير دورية أمريكية في الشمال وعرضها على الاعلام الرسمي وكانه انتصار وإنجاز امر مثير للسخرية والتقزز.. يشبه الصواريخ التي تطلق باتجاه القصف الإسرائيلي ويكون الانتصار بعدد الصواريخ التي لا تصل لاهدافها نسبة لتلك التي تصل وتدمر وتحرق وتقتل..
تخيلوا ان جيشا وطنيا يقابل دورية لقوة محتلة 50 عاما يرفع النظام شعارات الوعيد والويل لها ويجبر اهل البلد على العيش في تقشف وذل محرومين من اغلب الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية.. تتجول دوريات الاحتلال في أراضيه وتصل الى نقاطه العسكرية فيقوم باعادتها وارشادها الى الطريق الصحيح حيث يجب ان تذهب الى قواعدها.. او الطرق المخصصة لها.. ويصور هذا على انه حدث وانتصار وبطولة!!..
الفقرة الثالثة
ملاحظات حول الية توزيع الخبز المدعوم على البقاليات
لا نمتلك الشبكة لتوزيعها، وان وجدت فتكاليفها مرتفعة ومردودها خاسر..
في السابق كان هناك تأخر في وصول الخبز مثلا الى 10 معتمدين فكيف اليوم سيصل الخبز على 100 معتمد.
الحد من بيع الخبز على كوات الافران والزام الافران والموزعين بعمليات التبريد والصف بطرق لا تتناسب مع التكلفة.
يمكن ان تكون هذه العملية مجدية لموزع يوزع 2000 ربطة يربح في الربطة الواحدة 10 ليرات فيكون دخله اليومي 20 الف ليرة.
ولكن من يحصل على 250 ربطة ما هي مصلحته في الالتزام بهذه الاليات المعقدة لربح متوقع لا يتجاوز 2500 ليرة (اقل من دولار) وفيه الكثير من المخاطرة ووجع الراس..
خاصة ان توزيع الخبز المدعوم يستلزم تجهيزات محددة للتأكد من الحصص والاستحقاق..