مسؤولون أمريكيون يحذرون من ارتفاع مؤشرات المواجهة بين الروس والأمريكيين في سوريا
حذّر مسؤولون أميركيون من ارتفاع مؤشرات المواجهة العسكرية بين القوات الأميركية والروسية المنتشرة في سوريا، مع زيادة حدّة التوتر بين الطرفين مؤخراً.
ووفق تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أمس الخميس، فإن التطورات الحالية يمكن أن تتحول إلى "ساحة صراع". ونقل التقرير عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "مؤشرات خطر المواجهة (بين الروس والأميركان) قد ارتفعت".
وبحسب التقرير، ألقت مقاتلة روسية الأربعاء الماضي قنابل مضيئة فوق مسيَّرة أميركية في أثناء مشاركتها في مهمة ضد تنظيم "الدولة" في سوريا، ما ألحق أضراراً بمروحتها. وسبق أن تضررت طائرة مسيرة أخرى من طرازMQ-9، الأحد الماضي.
ورجح المسؤولون الأمريكيون أن تلك الحوادث تأتي ضمن "جهود روسية منسقة للضغط على الجيش الأميركي للانسحاب من سوريا".
وبحسب المصدر، فإن قائد القيادة المركزية الأميركية السابق الجنرال المتقاعد فرانك ماكنزي، يرى أن استراتيجية موسكو تتمثل في محاولة إجبار القوات الأميركية على التراجع في سوريا، بالتزامن مع تراجع وجودها العسكري في الشرق الأوسط بشكل عام.
وقال إن الروس يريدون "جعل عملية البقاء في سوريا مكلفة جداً، بحيث لا يمكن للأميركيين المضي قدماً فيها، وبالتالي الخروج من المنطقة".
ولفت التقرير إلى أن الطائرات المسيرة لم تكن هي الوحيدة التي تعرضت للمضايقات من قبل الطيارين الروس في الأسابيع الأخيرة؛ ففي الـ16 من تموز الحالي، نفذت مقاتلة روسية مناورة خطيرة واقتربت كثيراً من طائرة استطلاع أميركية مأهولة، معرّضة طاقمها للخطر، ما أجبرها على التحليق "المضطرب" وقلل من "قدرة الطاقم على تشغيل الطائرة بأمان"، وفقاً لقائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأميركية، الجنرال أليكسوس غرينكويتش.
وأوضح أن روسيا أقدمت في آذار الماضي على حادث مماثل فوق البحر الأسود، وذلك عندما ضايقت مقاتلة روسية طائرة مسيرة أميركية من طراز MQ-9، ما أدى إلى إتلاف إحدى مراوحها وأجبر القوات الأميركية على إسقاطها في مياه البحر.
وأضاف التقرير أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أثنى في تلك الحادثة على الطيارين الروس الذين نفذوا الحادث.
ودفعت تصرفات موسكو المسؤولين الأميركيين إلى التفكير في كيفية الرد، بما في ذلك من خلال الوسائل غير العسكرية، في حال أقدم الروس على إسقاط طائرة مسيرة أميركية، وفق التقرير الذي نقل عن مسؤول دفاعي أميركي قوله: "نحن بالتأكيد نولي هذا الأمر المزيد من الاهتمام".
وتصاعدت التوترات بين القوات الأميركية والروسية في الأجواء السورية خلال الأسابيع القليلة الماضية، على خلفية حوادث الاحتكاك بين المقاتلات الروسية والطائرات المسيّرة الأميركية، وسط تقاذف الاتهامات بشأن الطرف البادئ بالاعتداء.
سيريانيوز