اشارات استفهام حول خطاب الاسد.. ودلائل خطيرة؟
كان خطاب الاسد كمرشح فائز بالانتخابات الرئاسية بنسبة 95% غريبا بعض الشيء.
نسبة مشاركة 80% من اجمالي عدد سكان سوريا، ونسبة 95% يحصل عليها مرشح واحد هذا يسمى اجماع.
اذاً لمن وجه الاسد كل هذا الكم من الاهانات وفي مواجهة من كان كل هذا التشفي، خاصة بانه اشار بان كل الشتائم التي وردت في خطابه "لحامل جواز السفر السوري".
شاهد التقرير كاملا على اليوتيوب... اضغط هنا
والسؤال الاهم اذا كان كل هذا الاجماع حول شخص بشار الاسد، من هم السوريون الذين فعلوا ما فعلوه في سوريا؟
النسبة محيرة الحقيقة.. وهي في علم الرياضيات تبرئ كل السوريين، في حال كان المعيار اختيار بشار الاسد فهم جميعا بدون استثناء اختاروه.. لماذا كل هذا الغضب اذاً ولمن يوجه هذا الخطاب الذي انفرد بتوجيه الاهانات والتشفي.
كان من المفترض ان يكون خطاب مرشح فائز بهذه النسبة خطاباً جامعاً، يدعو الى نسيان الاحقاد والدعوة الى الوحدة، الى تجنب اعمال الثأر والاتجاه الى العمل باتجاه العفو والصفح والنظر الى المستقبل، وتغليب مصلحة الوطن والمصلحة العامة على المصالح الضيقة والاحقاد الشخصية.. ولكن هذا لم يحصل مع الاسف.
الامر الآخر الذي يجب أن نتحدث فيه، هو مفهوم خطير شائع، اعتقد هو ما اوصلنا الى المصيبة التي نحن فيها.
واضح من كلام الاسد بان معيار النصر هو بقاؤه في الحكم، هو الفرد وليس الوطن، ولو كان الوطن هو المعيار لكنا اليوم نتحدث عن اقسى هزيمة تعرضت لها سوريا من يوم تأسيس الدولة السورية في العام 1920.
ويبدو ان الصراع اليوم بات بين تيارين، تيار مع المصلحة العامة ومع الدولة السورية ومع الوطن، وتيار اخر مع الفرد الواحد المقدس الذي بفنائه يفنى كل شي، ومن الواضح ان الاسد في خطابه الاخير هو متزعم هذا التيار وهو الذي يعمل لتكريسه.
دلالة اخرى هامة في الخطاب، هو اعتبر بأن هناك طرف آخر صب عليه جام غضبه وحقّره واتهمه بالخيانة والعمالة.. الخ، وهذا يدل على أن الرئيس المنتخب اليوم لا يؤمن بالعملية السياسية التي تمضي وفق القرارات الدولية وانه لا يعترف بالشركاء، ولا بالمعارضة ولا بالدعوة الى ايجاد حل سياسي ولا الى الوصول الى حل سياسي من أصله.. لا يعتبر ان هناك مشكلة سياسية على الاطلاق.
وهذا يعني بان استمراره على رأس السلطة في مناطق سيطرة النظام يعني استحالة الوصول لحل للقضية السورية وهذا يعني استمرار التقسيم، وخضوع السوريين لحكم سلطات متعددة تفصل بينهم الحدود وفيها حواجز للعبور وشروط للاقامة.. تكريس وتعزيز للتقسيم.. وتلاشي الدولة السورية المعروفة شيئأ فشيئأ.. في مقابل ظهور كنتونات حكم على رأسها سلطات لا تمثل ارادة الناس فيها في الداخل وغير معترف فيها كسلطات شرعية في الخارج..
اي تحول سوريا الى معتقلات كبيرة لمجموعة من البشر.. من الصعب اليوم التكهن بمصيرها النهائي..
للاطلاع على مواضيع اخرى ،تابع قناة اليوتيوب... اضغط هنا