الأسد: "إدعاء" وجود فصائل معارضة معتدلة في سوريا "مهزلة" تعتمد على معلومات "مزيفة"

قال الرئيس بشار الأسد إن "إدعاء" وجود فصائل معارضة معتدلة في سوريا "مهزلة" تعتمد على المعلومات "الزائفة والسخيفة" بدلا من الحقائق.

قال الرئيس بشار الأسد، في حديث لصحيفة (صنداي تايمز) نشر يوم الاحد، إن "إدعاء" وجود فصائل معارضة معتدلة في سوريا "مهزلة" تعتمد على المعلومات "الزائفة والسخيفة" بدلا من الحقائق.
وأضاف الأسد تعليقا على تصريح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بوجود 70 ألف مقاتل معتدل في سوريا "هذا أشبه بوصف الإرهابيين الذين قاموا بالهجمات الإرهابية في باريس مؤخرا.. وقبل ذلك في حادثة شارلي إيبدو وقبلها في بريطانيا قبل نحو 10 سنوات وقبلها في اسبانيا وفي نيويورك في الحادي عشر من أيلول.. بالمعارضة المعتدلة”.
وتابع الأسد "  هذا غير مقبول في أي مكان من العالم كما أنه ليس هناك سبعون ألفا ولا سبعة آلاف ولا ربما عشرة.. من هؤلاء الذين يتحدث عنهم".
وأوضح " في الواقع ومنذ بداية الصراع في سورية لم يكن هناك أي مقاتلين معتدلين جميعهم متطرفون".
وتشير بريطانيا ودول غربية وعربية إلى وجود فصائل معارضة "معتدلة" في سوريا يجب أن تكون مشاركة بشكل فعال في أي حل سياسي في سوريا, وتصنف تنظيمات منل "الدولة الاسلامية" (داعش)  و"جبهة النصرة" دوليا على إنها تنظيمات إرهابية
وأعتبر الأسد إن المشاركة البريطانية في العمليات العسكرية في سوريا "غير قانونية", مشيرا إلى إنه " يمكن لهذه المشاركة أن تكون قانونية فقط إذا تمت بالتعاون مع الحكومة الشرعية في سورية".
وكانت البرلمان البريطاني وافق منذ أيام على مشاركة بريطانيا في ضرب "داعش" في سوريا بعد أن كانت ضرباتها مقتصرة على العراق, لتبدأ بريطانيا بعد ذلك توجيه ضربات ضد معاقل التنظيم في سوريا.
وقال الأسد إن "الأكراد يقاتلون الإرهابيين إلى جانب الجيش السوري وفي المناطق نفسها", مشيرا إلى "إنهم يتلقون الدعم بشكل رئيسي من الجيش السوري كما نفعل مع العديد من الجماعات الأخرى".
وتنشط القوات الكردية بشكل خاص في شمال سوريا, وتمكنت في الأشهر الأخيرة من استعادة مساحات كبيرة كان يسيطر عليها تنظيم "داعش" بغطاء جوي من التحالف الدولي,
وعن التسوية السياسية في سوريا قال الأسد "ليست هناك علاقة بين الانتخابات المبكرة وإنهاء الصراع  يمكن لذلك أن يحدث فقط من خلال محاربة الإرهاب وإيقاف الأنظمة الغربية والإقليمية لدعمها للإرهابيين".
وحول إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية بعد إطلاق العملية السياسية قال الأسد " لأمر لا يتعلق بإرادة الرئيس بل بإرادة الشعب السوري.. بتبني عملية سياسية معينة.. إذا تم الاتفاق على مثل هذه العملية فمن حقي كأي مواطن سوري آخر أن أترشح.. وسيستند قراري حينذاك إلى قدرتي على الوفاء بالتزاماتي.. وعلى ما إذا كنت أتمتع أو لا أتمتع بتأييد الشعب السوري".
واستضافت فيينا مؤخرا جولتي محادثات بشأن سوريا, بمشاركة العديد من الدول بينها إيران وروسيا والولايات المتحدة والسعودية, دون حضور أي طرف سوري سواء من المعارضة او النظام, واتفق المشاركون في اجتماع فيينا الثاني في منتصف شهر تشرين الثاني الماضي على عملية سياسية تفضي إلى انتخابات في سوريا خلال عامين, وإجراء محادثات رسمية بين الحكومة والمعارضة بحلول مطلع العام المقبل. دون التوصل لاتفاق حول مصير الرئيس بشار الأسد.

وتعليقا على إمكانية التنسيق مع التحالف الدولي ضد "داعش" قال الأسد إنه لا يمكن إلحاق الهزيمة بـ “داعش” من خلال الضربات الجوية وحسب دون التعاون مع القوات الحكومية, مضيفا "نحن بدأنا بمحاربة الإرهاب بصرف النظر عن وجود أي قوة عالمية.. ونرحب بكل من يريد الانضمام إلينا".

واعتبر الأسد إن التحالف الدولي "وهمي وافتراضي لأنه لم يحقق أي إنجازات في محاربة الإرهاب على الأرض في سورية", إلا إنه أعرب عن ترحيبه بأي بلد في العالم وبكل جهد سياسي يهدف إلى مكافحة الإرهاب.

وتقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا يهدف للقضاء على داعش من خلال تنفيذ غارات جوية ضد مواقع التنظيم في سوريا والعراق.

وردا على سؤال عن قدرة النظام السوري وحلفاؤه إلحاق الهزيمة بـ "داعش" قال الأسد " يعتمد الجواب على عاملين اثنين.. قدراتنا من جهة.. والدعم الذي يتلقاه الإرهابيون من جهة أخرى.. من وجهة نظرنا.. إذا توقف الدعم الذي تتلقاه هذه المجموعات من مختلف البلدان في منطقتنا ومن الغرب بشكل عام فإن الأمر لن يستغرق أكثر من شهور لنتمكن من إنجاز مهمتنا."

وأعتبر الأسد إن " الدعم الروسي للشعب السوري والحكومة السورية لعب منذ البداية إلى جانب الدعم القوي والراسخ لإيران دورا مهما جدا في صمود الدولة السورية في محاربتها للإرهاب."
وعن دوافع روسيا للمشاركة العسكرية في سوريا إعتبر الأسد إن "الروس يرويدن حماية سورية والعراق والمنطقة وأنفسهم.. بل وحماية أوروبا".

وأشار الأسد إلى إن المشاركة الروسية البرية في سوريا غير واردة , مضيفا إنه " ليست هناك أي قوات برية باستثناء الطواقم التي يرسلونها مع قواتهم العسكرية وطائراتهم لحراسة القواعد الجوية", مؤكدا عدم وجود قوات برية روسية تقاتل مع القوات النظامية على الإطلاق.
وحول احتمال مشاركة روسيا برا في وقت لاحق قال الأسد " لم نناقش ذلك بعد.. ولا أعتقد أننا بحاجة لذلك الآن لأن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح.. قد يتم التفكير بذلك مع مرور الوقت أو تحت ظروف مختلفة..

وتشارك روسيا منذ 30 أيلول الماضي بشن ضربات في سوريا تقول إنها تستهدف تنظيم "داعش" وجماعات "ارهابية" أخرى تحددها بالتعاون مع النظام السوري, فيما تتهمها دول غربية بعدم الجدية بضرب "داعش" والتركيز على استهداف المعارضة "المعتدلة"
وقال الأسد إن الجيش النظامي لم يمتلك منظومة صواريخ "اس 300" بعد, وإن أنظمة الدفاع الجوي  يجب أن تستخدم لـ"حماية الأمن الجوي السوري", مشيرا إلى غدم إمكانية استخدام مثل هذه الأسلحة ضد طائرات التحالف لأن الأولوية في سوريا لمكافحة الارهاب.
وأشار الأسد إنه لا مانع لديه من الاجتماع مع السعودية في حال غيرت سياساتها حيال سوريا.
 وأعتبر الأسد إن البند الأكثر أهمية في إعلان فيينا هو أن "على السوريين أن يجتمعوا لمناقشة مستقبل سورية.. كل ما عدا ذلك ثانوي", مضيفا " المسألة لا تتعلق بالنتائج الناجمة عن فيينا بل بما نستطيع نحن كسوريين أن نحققه عندما نجتمع". 
وحول اجتماع المعارضة المزمع عقده في السعودية قال الأسد إن "السعوديين يدعمون الإرهاب بشكل مباشر وصريح وعلني.. ذلك الاجتماع لن يغير شيئا على الأرض".
ويعقد في العاصمة السعودية الرياض في الأيام المقبلة, مؤتمر يهدف لتوحيد المعارضة السياسية والعسكرية بهدف التفاوض مع النظام في إطار عملية سياسي تم التوافق على ضرورة إطلاقها في مؤتمر فيينا الأخير.

06.12.2015 10:25