موسكو تؤكد "صمود" الهدنة في سوريا و"أولوية" المهمة الإنسانية
أكدت وزارة الدفاع الروسية، يوم الاثنين، أن اتفاق وقف العمليات القتالية في سوريا والذي بدا منذ 27 شباط الماضي، "صامد"، مع استمرار قصف مواقع "الإرهابيين فقط"، في حين باتت المهمات الإنسانية تحظى بالأولوية في الوقت الراهن.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في تصريح صحفي، "بشكل عام مازال نظام وقف الأعمال القتالية في أراضي الجمهورية العربية السورية صامدا. ونسجل فقط استفزازات وعمليات قصف منفردة ".
وكان المبعوث الأممي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا، قال يوم الخميس، إن وقف العمليات القتالية "صامد بشكل عام"، قبل أن يشير إلى ان الوضع "هش" والنجاح "غير مضمون".
وتابع كوناشينكوف "الطائرات التابعة للقوات الجوية والفضائية الروسية في قاعدة حميميم، توجه ضرباتها فقط إلى تنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة) في أرياف الرقة ودير الزور وفي محيط تدمر بريف حمص".
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها يوم الأحد أن "هناك تقييماً إيجابياً للوضع بشكل عام، فيما يتعلق بضمان عملية الهدنة على الأراضي السورية، حيث أدى الالتزام بها إلى خفض مستوى العنف بشكل ملحوظ".
ودخل اتفاق وقف العمليات القتالية في سوريا, حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي، عقب ساعات من تبني مجلس الأمن الدولي، بالإجماع القرار رقم 2268 الداعم لوقف إطلاق النار في سورية وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، واستئناف مفاوضات جنيف بين السوريين, والذي يصادق على اتفاق روسي– أمريكي مشترك بشأن وقف "الأعمال العدائية" في سوريا, كما أعلنت كلاً من موسكو و واشنطن, في وقت سابق, مواصلة ضرباتهما ضد تنظيمي "داعش" و "جبهة النصرة" , حتى مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
أشار كوناشينكوف أنه "في الظروف الراهنة تكتسب المهمات المتعلقة لإعادة السكان المدنيين إلى بيوتهم وإيصال المساعدات الإنسانية، الأولوية".
وأوضح الناطق باسم الدفاع الروسية أنه تم نقل أكثر من 620 طنا من المساعدات الإنسانية والأدوية والمستلزمات الأخرى إلى سكان أرياف حماة وحمص واللاذقية ودرعا ودير الزور وحلب ودمشق، إضافة إلى إنزال ما يربو عن 30 طنا من المساعدات الروسية من الجو لإغاثة سكان دير الزور المحاصرة.
وأعد مركز التنسيق الروسي المعني بشؤون المصالحة (الذي يتخذ من قاعدة حميميم مقرا له)، على أساس الطلبات التي يتلقاها من رؤساء البلديات، وعلى أساس المعلومات الخاصة به، قائمة تتضمن البلدات التي تحتاج إلى المساعدات بصورة ماسة، وسلم تلك القائمة للأمم المتحدة، ويأمل في أن يتم أخذ التقييمات الروسية بعين الاعتبار لدى تحديد الأولويات في الجهود الإنسانية الدولية بأراضي سوريا، وفقا لكوناشينكوف.
وأكد كوناشينكوف أن الأطفال والمسنين وجميع النازحين، الذين اضطروا خلال السنوات الماضية لمغادرة منازلهم، يحتاجون إلى المساعدات بصورة ماس، منوهاً إلى أن المنظمة الدولية المعنية بإرسال المساعدات إلى سوريا، تواجه مشاكل لوجستية كثيرة.
وكان مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين أعلن مؤخراً ان "الغذاء والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية ملحة أخرى تمنع من الدخول بشكل متكرر، وأن الجوع قد يكون أودى بحياة الآلاف".
وعرض كوناشينكوف استعداد وزارة الدفاع الروسية لتقديم الدعم الضروري للمنظمات الدولية في هذا المجال، حيث من الممكن إيصال الشحنات الإنسانية إلى مركز الإمداد المادي والتقني الروسي في طرطوس بحرا وتخزينها هناك بصورة مؤقتة، أو نقل تلك المساعدات على متن الطائرات إلى قاعدة حميميم وتخزينها هناك.
كما أكد كوناشينكوف استعداد الجانب الروسي لتمكين طائرات النقل المعنية بإنزال المساعدات من الجو باستخدام قاعدة حميميم، بالإضافة إلى تقديم الخبراء العسكريين الروس الاستشارات والمساعدات المهنية لدى إعداد عمليات إنزال المساعدات.
وأطلقت وزارة الدفاع الروسية في كانون الثاني الماضي عملية إنسانية بدير الزور، إذ تقوم طائرات نقل تابعة لسلاح الجو السوري بإيصال المساعدات الروسية، وتسقط العلب الكرتونية التي تتضمن المساعدات من الجو بواسطة أجهزة روسية خاصة مزودة بمظلات.
وأعلنت الأمم المتحدة، يوم الأحد الماضي انها جاهزة "لتسليم مساعدات قريبا للمناطق الصعبة في سوريا، وخطط لإنقاذ 154 ألف شخص بالمناطق المحاصرة في الأيام المقبلة"، فيما أكد منسق الأمم المتحدة المقيم في سوريا يعقوب الحلو أنه "في حال موافقة أطراف الصراع فإن الأمم المتحدة مستعدة خلال الربع الأول من 2016 لتسليم معونات لنحو 1.7 مليون شخص في مناطق يصعب الوصول إليها".
وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 500 ألف شخص يعيشون تحت حصار وأن 4.6 مليون شخص يعيشون في مناطق يصعب إيصال المساعدات إليها.
سيريانيوز