اجتماع فيينا حول سوريا يفشل بتحديد موعد لجنيف ويدعو "المعارضة" للتنصل من "النصرة" و"داعش"
كيري: بدء المرحلة الانتقالية اب المقبل حال تقدم المفاوضات و"جسر جوي" لايصال المساعدات
لافروف: نحن لا ندعم الاسد بل الجيش..وهناك من لا يرى "النصرة" ارهابية
اختتمت المجموعة الدولية لدعم سوريا، يوم الثلاثاء أعمالها في فيينا، دون التوصل لقرار يحدد تاريخ استئناف جولة جديدة من مفاوضات السلام السورية في جنيف، فيما دعا البيان الحتامي المعارضة السورية للتنصل من "جبهة النصرة" و"داعش" المتطرفين.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، إن "موعد التوصل إلى سلطة انتقالية في سوريا، هو في الأول من آب القادم، وذلك في حال تحقق تقدم في المفاوضات"، في اشارة منه الى تثبيت موعد اتفق عليه مسبقا بين واشنطن وموسكو لاطلاق العملية السياسية في سوريا تزامنا مع اقرار دستور جديد.
وكانت واشنطن وموسكو، اتفقتا في آذار 2016، على وجوب الضغط على كل من النظام السوري وقوى المعارضة من أجل حصول انتقال سياسي في سوريا، على أن يتم وضع دستور جديد في سوريا بحلول آب المقبل.
وأكد كيري، اتفاق الدول الداعمة للنظام وتلك الداعمة للمعارضة السورية، على فكرة "سوريا الموحدة"، لافتاً إلى أن المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا سيعمل على التوصل لاتفاق بشأن المعتقلين.
واتفقت أطراف الصراع السوري والدول المعنية، على رفض فكرة "الفيدرالية" التي أعلنت جماعات كردية تطبيقها شمال البلاد.
وكان ملف اطلاق سراح المعتقلين احد شروط المعارضة السورية لدخول مفاوضات جنيف قبل ان تتراجع عنه.
وتفيد تقارير بوجود عشرات الآلاف في المعتقلات والسجون السورية نتيجة الأحداث, حيث تواجه السلطات السورية اتهامات من قبل دول وأطياف معارضة السلطات الأمنية في سوريا بممارسة "التعذيب" و"عدم مراعاة حقوق الإنسان" في السجون والمعتقلات، وهي اتهامات يداب النظام على نفيها.
وأشار كيري إلى أنه اذا تم منع الأمم المتحدة من إيصال المساعدات الإنسانية سنقوم بعمل جسر جوي للمناطق المحتاجة، بدءاً من حزيران القادم.
وتتهم الأمم المتحدة النظام بعرقلة وصول مساعدات إنسانية لعدد من المناطق المحاصرة في سوريا، وسحب معدات طبية وأدوية من بعض القوافل، فيما تتلق مناطق مثل دير الزور مساعدات عن طريق إلقاءها من الجو.
وبدوره قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه روسيا "لا تدعم الأسد بل تدعم الجيش السوري في مواجهة الإرهاب"، منوها إلى أن بلاده التزمت بالعمل مع النظام لوقف قصف المناطق المدنية في سوريا.
وكانت موسكو أعلنت سابقاً أنها لا تدعم "نظام الرئيس بشار الأسد" بل تشاطره هدف "محاربة الإرهاب".
كما أكدت مؤخراً أنها ستعمل مع السلطات من أجل التقليل من استخدام الطيران في المناطق المأهولة بالمدنيين والمجموعات الملتزمة بالهدنة إلى حد أدنى.
وأضاف لافروف إن عدداً من الدول ترى أن "جبهة النصرة" جماعة "ليست إرهابية" وتم مناقشة هذا الأمر، لافتاً إلى أنه تم التركيز على وقف الأعمال القتالية وصولاً إلى وقف اطلاق نار شامل في كل المناطق.
وأكد الوزير الروسي إنه يجب أن تعمل الدول المجاورة لسوريا على وقف تدفق المقاتلين.
وتطرق لافروف إلى إشراك العنصر الكردي في المحادثات، بقوله لا يجوز استبعاد أي لاعبين، ونأمل أن ينضم "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي إلى المفاوضات قريبا.
واعتبر لافروف أنّ مستوى العنف تراجع بشكل ملموس منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في سوريا، مشيراً إلى أنّ العسكريين الروس والأميركيين على اتصال يومي للتعامل مع خروقات الهدنة في سوريا.
وتشهد "الهدنة" في سوريا "اِنهيارا وشيكا", حيث تتصاعد "الأعمال القتالية" في عدة مناطق , بعد انخفاض وتيرتها في الآونة الأخيرة, اثر دخول اتفاق "الهدنة" حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي, وسط تبادل اتهامات بين النظام والمعارضة بخصوص خرق الهدنة.
وأشار لافروف إلى أنّ مجموعة دعم سوريا أكدت على القاعدة القانونية للتسوية السورية بالكامل دون حذف أي بنود، وأنّها ستدعو برنامج التغذية العالمية بالشروع في إسقاط المساعدات من الجو للمناطق المحاصرة بسوريا.
وحول موعد الجولة القادمة من مفاوضات جيف، قال دي مستورا إنه لم يتم التوصل لقرار حول موعد الجلسة القادمةـ، لكن لا يمكن الانتظار طويلا.
وانتهت في 24 نيسان الماضي الجولة الأخيرة من مفاوضات السلام السورية في جنيف، التي استمرت لحوالي 14 يوماً، وشهدت انسحاب وفد الهيئة المعارضة التفاوضي، وانتهت بإصدار دي ميستورا لوثيقة تقول إن خلافات كبيرة تبقى بين الجانبين في رؤيتهما لانتقال سياسي لكنهما يتشاركان "قواسم مشتركة" بما في ذلك الرأي بأن "الإدارة الانتقالية قد تشمل أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومستقلين وآخرين".
وتابع دي ميستورا "نريد العودة إلى وقف شامل للأعمال العدائية بعد تراجع التزام الجهات إلى 50 بالمئة"، مشيرا الى تمكنهم من إيصال المساعدات إلى 12 منطقة محاصرة فقط من أصل 18 في سوريا.
وتقع حوالي 18 منطقة في سوريا تحت الحصار، إما من قبل النظام أو من فصائل معارضة وكتائب إسلامية أو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ويأتي في مقدمتها مدينة دير الزور شرقي سوريا، وبلدات معمضية الشام وداريا ومضايا والزبداني وبقين والغوطة الشرقية بريف دمشق، إضافة إلى بلدات الفوعة وكفريا بريف إدلب.
يشار إلى أنه أول لقاء للمجموعة التي تضم نحو 20 بلدا، منذ مصادقتها على خطة وقف العمليات القتالية في سوريا خلال الاجتماع الأخير الذي عقدته في ميونيخ الألمانية في شباط الماضي.
وانضمت أستراليا وإسبانيا وكندا إلى مجموعة دعم سوريا التي كانت تضم سابقا كلا من روسيا والولايات المتحدة ومصر والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والعراق والأردن ولبنان وعمان وقطر والسعودية وتركيا والإمارات، كما حضر الاجتماع ممثلون عن الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
سيريانيوز