بعد الكهرباء والغاز.. الماء ايضا من اسرائيل!؟
من يتتبع الاخبار المحلية سيلاحظ لا شك طوال السنة الماضية على الاقل ازمة المياه التي بدأت تعصف بمعظم المناطق في سوريا، لاسباب متعددة، تلوث، تعطل محطات الضخ، اسباب مجهولة اخرى..
وشهدت مدن مثل اللاذقية مشكلة مياه لاول مرة في تاريخها مثلا وكذلك العديد من مدن الساحل، وتأزمت في مناطق فيها ازمات مزمنة مثل ريف دمشق وبعض الاحياء في المدينة ..
يمكن ان تشاهد التقرير على اليوتيوب .. اضغط هنا
في مثل ظروف سوريا يجب ان يكون الانسان فطن لكل تفصيل.. كل تفصيل مهم ويمكن ان يشكل ثغرة تدخل علينا يد تمسك في "خوانيقنا" الى اجل غير مسمى..
ولفت نظري ايضا خبر عن تعاون امارتي سوريا في مجال المياه خلال لقاء بين وزيري المياه في البلدين..
تزامن هذا مع الاجراءات المتسارعة لنقل الغاز المصري الى الاردن وسوريا ولبنان ونقل الكهرباء من الاردن الى سوريا ولبنان..
وتكلمنا ان اساس هذه المشاريع هو الغاز الاسرائيلي.. اي ان اسرائيل ستمسك خيوط الطاقة والكهرباء لشعوب المنطقة بيدها..
ولتكملة الطوق علينا البارحة اعلن عن اتفاق بين الاردن واسرائيل لكي يشتري الاردن 50 مليون متر مكعب من المياه من اسرائيل!؟..
وان كان هذا ليس بجديد ولكن زيادة المعروض من اسرائيل للاردن في موضوع المياه ايضا امر لافت في هذه المرحلة..
واحذروا من اين ستبيع اسرائيل المياه للاردن؟..
من بحيرة طبرية التي تشاطئ الجولان السوري المحتل.. اي ان اسرائيل ستسطو على حصة سوريا من المياه لتبيعها الى الاردن..
غير خاف على احد بان دمشق بالتحديد لديها منذ عقود ازمة مياه، والحل الامثل بالطبع لحل المشكلة استجرار المياه من بحيرة طبرية القريبة عوضا عن كثير من المشاريع التي طرحت لاستجرار المياه من اماكن بعيدة مثل الساحل وسواه..
ومع تلاشي اية فرصة حاليا بان نستعيد الجولان لان معظم اراضينا باتت محتلة (من الاصدقاء والاعداء).. والدولة في حالة انهيار والمؤسسات في حالة ضعف وفوضى.. فان الازمات ستتفاقم مع الزمن..
ولا نستغرب في يوم من الايام ان يأتي يوم على السوريين يشتروا مياه طبريا من اسرائيل عبر الاردن ايضا.. كما كان في موضوع الكهرباء والغاز..
والحقيقة هذه المؤشرات خطرة للغاية.. تنذر باننا في المنطقة سنبقى مجموعات بشرية تعيش حالة اللادولة نعتمد في اساسيات الحياة على اسرائيل التي ستمسكنا من كأس الماء الذي نشربه الى "اللمبة" المضاءة فوق رؤوسنا..
ننشغل في تأمين الاكل والشرب ونحن نعيش في حالة عوز شديد.. وننسى احلام بناء الدولة.. والعمل لمستقبل افضل.. ونسلم انفسنا للمجهول..