"الائتلاف الوطني" المعارض يدين إعلان واشنطن تشكيل قوة أمن حدودية شمال سوريا
دانَ "الائتلاف الوطني" المعارض, يوم الأربعاء, سعي واشنطن لتشكيل قوة أمن حدودية في سوريا، معرباً عن رفضه سيطرة المقاتلين الأكراد على المناطق التي تم طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منها.
وأبدى الائتلاف المعارض في بيان, نشره على موقعه الالكتروني, إدانته "المخطط الأميركي الرامي إلى تشكيل قوة حدودية شمال شرق سوريا" , معلناً "رفضه أي ذرائع أو مزاعم تسعى لتسويق مثل هذه المشاريع ".
وشدد على "أهمية الجهود التي بذلت لمحاربة الإرهاب والتصدي لتنظيم داعش الإرهابي".
وأكد أنه "ليس مقبولاً وضع الأراضي التي تحررت من الإرهاب تحت سلطة تنظيم (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) أو غيره من التنظيمات ذات الأجندات التي تتعارض مع أهداف الثورة السورية وترتبط بالنظام وقوى الاحتلال".
وأعلن التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة، الأحد، عن تشكيل قوة أمنية جديدة لنشرها على الحدود السورية مع تركيا والعراق وشرقي نهر الفرات، قائلا إن هذه القوة ستضم 30 ألف مقاتل وستخضع لقيادة "قوات سوريا الديمقراطية".
وذلك في خطوة استدعت تنديد كل من أنقرة ودمشق وطهران , وأثارت قلق موسكو من خطط أمريكية للمساعدة في إنشاء مناطق حدود آمنة شمال سوريا، مشيراً إلى أن ذلك يتعارض مع تصريحات واشنطن بحرصها على وحدة الأراضي السورية.
وكان عضو وفد الفصائل المسلحة "الجيش الحر" إلى مفاوضات أستانا فاتح حسون أكدَّ، الاثنين, أن إنشاء واشنطن قوة جديدة قد يؤدي إلى تقسيم سوريا واندلاع حرب طويلة , موضحاً أن هذه الخطوة لا نراها إلا ضمن سباق تقاسم النفوذ الدولي والإقليمي في ملف سوريا، وخاصة بين أمريكا وروسيا، وهي مرفوضة من قبلنا، كوننا طلبنا رسميا من الأمم المتحدة تصنيف حزب الاتحاد الديمقراطي وواجهته المسماة قوات سورية الديمقراطية منظمة إرهابية... وإذا بالرد الأمريكي هو زيادة دعم هذه القوى الانفصالية وجعلها نواة لما تسميه جيشا يحرس الحدود.
في حين قال رئيس "الهيئة العليا" المعارضة نصر الحريري, يوم الثلاثاء, "ما هي فوائد تشكيل مثل هذا الجيش؟ .. سيفتح ذلك الباب على مصراعيه أمام صراع مستقبلي في المنطقة.. وقد يفتح الباب أمام تقسيم سوريا في المستقبل".
وحققت "وحدات حماية الشعب" الكردي، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، بدعم أميركي سلسلة انتصارات ضد تنظيم "داعش"، آخرها طرده من مدينة الرقة، معقله الأبرز سابقاً في سوريا.
وتصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية, وبعد انسحاب قوات النظام تدريجياً من هذه المناطق، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية مؤقتة ونظام فدرالي في ثلاث مناطق في شمال البلاد.
ويثير الدور المتصاعد للأكراد قلق كل من أنقرة التي تخشى حكماً ذاتياً كردياً على حدودها، ودمشق التي طالما أكدت نيتها استعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تقدم على الأرض السورية دعما كبيرا بالسلاح والتدريب والتغطية الميدانية لتحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، الذي تمثل "وحدات حماية الشعب" الكردية عموده الفقري، و"حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي محوره السياسي.
سيريانيوز