أول دفعة من طائرات روسية تغادر سوريا .. والكرملين: قرار السحب ليس "للضغط" على الأسد
أعلنت وزارة الدفاع الروسية, يوم الثلاثاء أن دفعة أولى من طائرات حربية تابعة لها غادرت سوريا, وذلك عقب يوم من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب القسم الأكبر من القوات هناك، فيما قالت الرئاسة الروسية إن القرار لا يستهدف الضغط على الرئيس بشار الأسد.
ونقلت وسائل اعلام عن الوزارة قولها في بيان إن "دفعة أولى من الطائرات الروسية غادرت قاعدة (حميميم) الجوية عائدة إلى قاعدتها في روسيا، وتشمل الدفعة الأولى طائرات نقل من طراز "تي-154" وقاذفات "سو-34".
وكان بوتين أمر, يوم أمس الاثنين, وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو, ببدء سحب القوات العسكرية الرئيسية من سوريا, اعتبارا من اليوم الثلاثاء, قائلا إن "التدخل العسكري الروسي حقق أهدافه إلى حد كبير", مشيرا أن القاعدتين الروسيتين في حميميم وطرطوس ستواصلان عملهما.
من جانبه نفى الكرملين أن يكون قرار سحب القوات الروسية "الأساسية" من سوريا يستهدف ممارسة الضغط على الأسد، مؤكدا أن بوتين لم يناقش هذا القرار مع نظرائه الدوليين.
وقال الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف، ردا على سؤال حول ما إذا كان قرار بوتين يشير إلى عدم ارتياح موسكو لموقف الأسد، "لا، ليس الأمر هكذا".
وأردف بيسكوف أنه "قرار اتخذه الرئيس الروسي والقائد العام للقوات المسلحة الروسية، اعتمادا على نتائج عمل القوات الروسية في سوريا"، مضيفا أن بوتين أخذ تلك النتائج بعين الاعتبار وتوصل إلى استنتاج مفاده أنه تم تحقيق المهمات الأساسية المطروحة بسوريا.
وشدد بيسكوف "لم يكون هذا الموضوع مطروحا خلال المحادثات مع الزعماء الأجانب، بل هو قرار اتخذه الرئيس الروسي لوحده"، كما أكد أن قسما من العسكريين الروس سيبقون في قاعدتي حميميم وطرطوس.
وكانت روسيا بدأت, شن عمليات عسكرية في سوريا, منذ 30 أيلول الماضي, حيث واجهت اتهامات من قبل أطياف من المعارضة السورية وعدة دول ومنظمات حقوقية باستهداف طيرانها مواقع للمعارضة المعتدلة وأحياء سكنية في عدة مناطق سورية, الأمر الذي نفته موسكو, مؤكدة أنها تستهدف "جماعات متطرفة" منها داعش, وجماعات "ارهابية" أخرى تحددها مع الجانب السوري.
وأنشأت, في وقت سابق, قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية حيث تستعمل كمنطلق للغارات الجوية التي بدأت بشنها في سوريا منذ 30 أيلول الماضي, كما أن لروسيا قاعدة بحرية في طرطوس تستخدم لصيانة وتزويد سفن أسطولها في البحر المتوسط، حيث تعتبر النقطة الوحيدة لروسيا في المنطقة.
وكانت قيادة الجيش النظامي علقت على القرار الروسي, يوم أمس الاثنين, بأنه "أمرا طبيعيا", بعد "النجاحات" التي حققها الجيش بالتعاون مع الحلفاء ونظرا للتطورات الاخيرة على الساحة السورية منها "اتفاق وقف العمليات القتالية". بينما رحبت "هيئة التفاوض" المعارضة, بالاعلان الروسي مشيرة الى ان الخطوة في حال كنت "جادة" فستعطي محادثات السلام "دفعة إيجابية".
وحول القوات الروسية المتبقية في سوريا, قال رئيس المكتب الرئاسي في الكرملين سيرغي ايفانوف "سنحافظ على حماية فاعلة للقسم المتبقي في سورية من القوات، خصوصا من خلال وسائل حماية برية وبحرية وجوية"، دون أن يؤكد رسمياً ما إذا كان الأمر يتعلق ببطاريات صواريخ من طراز إس 400.
وكان التلفزيون الروسي الرسمي عرض في وقت سابق اليوم صوراً لأفراد في قاعدة جوية روسية وهم يحملون معدات على متن طائرة نقل لإعادتها إلى روسيا. وأظهرت الصور التي بثتها قنوات روسية قوات تحمل المعدات على متن طائرة "إليوشن آي أل- 76" للنقل الثقيل في قادة "حميميم".
وجاء الاعلان الروسي عن سحب قواته من سوريا بعد ساعات من انطلاق مفاوضات جنيف, بلقاء رسمي ضم وفد النظام السوري ودي ميستورا, كما جاء مع دخول "الهدنة" التي يرعاها كل من الجانب الروسي والأمريكي في سوريا يومها الـ17، والتي استثنت تنظيمي "النصرة" و "داعش" , وسط دعوات دولية لتثبيتها وإطلاق مفاوضات بين النظام والمعارضة من اجل الوصول إلى تسوية سياسية، في حين يستمر تبادل الاتهامات حول خرق الاتفاق بين الطرفين.
سيريانيوز