"بكل صدق"..لا فكرة لدينا عن نشأة "كذبة نيسان"
على الرغم من عدم وجود اعتراف رسمي بيوم "كذبة نيسان"، الا ان كثيرين يحتفلون بهذا اليوم في جميع انحاء العالم في الاول من شهر نيسان باطلاق النكات والشائعات وخداع بعضهم، لكن هناك نظريات عدة حول نشأة هذا اليوم.
من نظريات الباحثين الاكثر شيوعا، هو اصدار البابا غريغوري الثالث عشر، عام 1582 التقويم الغريغوري الذي يعمل به حتى الان، نقل فيه يوم الاحتفال براس السنة الجديدة الى الاول من كانون الثاني، بعد ان كان يحتفل به لمدة اسبوع من 25 اذار لغاية ا نيسان حسب التقويم اليولياني المتفق عليه قبل القرن الـ15.
واجه هذا التغيير انتقادا من قبل شريحة كبيرة من السكان كونه تغيير جوهري، لذلك واصل العديد منهم الاحتفال براس السنة الجديدة حسب التقويم القديم (الاسبوع الاخير من اذار لغاية 1 نيسان)، فبدات النكات تطلق على المحتفلين به على التقويم القديم واصبحوا موضع السخرية والمزاح.
الا ان "كذبة نيسان" لا تقتصر على الثقافة الأوروبية في القرون الوسطى، بل تتعداها إلى ثقافات وقارات أخرى.
النظرية الاخرى التي ينادي بها الباحثون وتفند فكرة ان اصل "كذبة نيسان" هو تقليد اوروبي، هو مهرجان "هيلاريا" كان يحتفل به اليونان والرومان القدماء في الـ25 من اذار، ومعناه "يوم الضحك"، لتكريم الاله "سيبيل" وهي ام الالهة القديمة عند اليونان، ويشمل احتفالهم التنكر والقاء النكات في اليوم الاول بعد الاعتدال الربيعي.
بينما ربط باحثون اخرون هذا اليوم بـ "عيد الاكيتو"، وهو عيد احتفالات رأس السنة عند الشعبين البابلي والآشوري، حيث كان التقويم السنوي لهذين الشعبين يبدأ في الأول من نيسان وينتهي في الثاني عشر منه، وكان من طقوسه الشهيرة "يوم المجانين" الذي اشير اليه في نصوص تعود الى القرن الثالث قبل الميلاد.
من الامثلة الاخرى على الشعوب الغير الاوروبية المحتفلة بـهذا اليوم، الاحتفال الفارسي الذي يتزامن مع يوم "كذبة نيسان" يدعى "سيزدابدر" يمازح فيه الايرانيون بعضهم، وايضا مهرجان "هولي" في الهند، يحتفل فيه الناس باطلاق النكات ورمي الصباغ الملونة على بعضهم البعض.
وعلى الرغم من الاحتمالات والنظريات المتعددة لنشأة "كذبة نيسان"، الا ان الجميع متفقون على انه عيد عالمي يحتفل به الناس حول العالم باختلاف الوانهم وثقافاتهم، سواء كان تقليد اوروبي او سابق لذلك، فالاحتفال في الربيع وهو فصل يحلو للناس المرح فيه.
من اشهر الاكاذيب التي انتشرت في انكلترا، كانت عام 1860، عندما وصل الى المئات من سكان لندن بطاقات مختومة تدعوهم الى حضور الحفل السنوي "لغسل الاسود" في برج لندن في الاول من نيسان، مع طلب دفع مبلغ بسيط للحراس والمساعدين، وسارع عدد كبير من الناس لمشاهدة الحفلة المزعومة.
ومن الاكاذيب التي حدثت في العالم العربي، في الخليج العربي والسعودية على وجه الخصوص، عام 2009 وكانت عن وجود مادة الزئبق الاحمر، وهي مادة لا وجود لها، في ماكينات الخياطة القديمة نوع "سنجر"، فاصبح الجميع يبحثون عنها في كل مكان لشرائها، فزاد الطلب عليها وارتفعت قيمتها الى اسعار خيالية.
سيريانيوز